ترك برس

يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إجراء زيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري، تلبية لدعوة نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، وذلك في أول زيارة خارجية له عام 2018.

وقال أردوغان، في كلمة قبل أيام خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية بولاية سينوب شمالي البلاد، "يوم الجمعة سأذهب إلى فرنسا، وسوف نناقش العلاقات الثنائية بين البلدين".

وهذه الزيارة هي الأولى لاردوغان إلى فرنسا منذ الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو 2016 وانتخاب ايمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا في أيار/مايو 2017، إلا أن الرجلين سبق أن التقيا في قمم دولية عدة.

وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأحد، إنّ الرئيس أردوغان سيتناول خلال زيارته إلى فرنسا يوم الجمعة المقبل، قضايا إقليمية مثل القدس وسوريا والعراق، ومكافحة الإرهاب، وعلاقات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي.

وأوضح قالن في بيان، أنّ أجندة أردوغان في فرنسا التي يزورها تلبية لدعوة نظيره إيمانويل ماكرون، ستتضمن أيضا مناقشة سبل تعزيز التعاون المتبادل بين البلدين بما ينعكس إيجابا على المنطقة برمتها.

وتابع قالن: "فرنسا تعدّ من أهم شركائنا الاقتصاديين، وعلاقاتنا التاريخية معها تمتد لأكثر من 6 قرون، وتأتي في مقدمة حلفائنا في مجال مكافحة الإرهاب، ونواصل حوارنا معها فيما يخص التحديات الإقليمية والدولية".

وأشار متحدث الرئاسة التركية أنّ نحو 700 ألف تركي يعيشون في المدن الفرنسية، وأنّ هؤلاء يشكلون جسر تواصل بين البلدين.

في سياق متصل، قالت أوساط الرئيس الفرنسي، لوكالة فرانس برس، إن الاجتماع بين الرئيسين "الذي يأتي اثر مشاورات منتظمة في الاشهر الاخيرة، سيكون مناسبة للتطرق الى القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين بلدينا، اضافة الى القضايا الاقليمية وبينها خصوصا الملف السوري الذي سبق ان بحثه (الرئيسان) مرارا، وايضا الملف الفلسطيني".

وقبل بضعة أيام، لمّح أردوغان الى احتمال اجراء هذه الزيارة مشيدا بالفرنسيين الذين "لم يتخلوا عنا (تركيا) في مسألة" القدس عندما نددت أنقرة بشدة بالقرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

في 10 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وصف اردوغان اسرائيل بانها "دولة إرهابية تقتل الأطفال"، مؤكدا أنه "سيناضل بكل السبل" ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وقال اردوغان في خطاب ناري ان "فلسطين ضحية بريئة (...) اما اسرائيل فهي دولة ارهابية، نعم، ارهابية"، مضيفا "لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الاطفال".

من جهة أخرى، أشارت تقارير إعلامية إلى أهمية الزيارة التي سيجريها أردوغان إلى باريس، في ظل توتر العلاقات بين أنقرة والاتحاد الاوروبي على خلفية الانقلاب الفاشل عام 2016.

وفيما أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن تأييدها وقف المفاوضات مع تركيا، عبر ماكرون في مقابلة مع صحيفة "كاتيميريني" اليونانية في أيلول/سبتمبر عن نيته "تجنب القطيعة" بين الاتحاد الاوروبي وتركيا معتبرا أن الأخيرة هي "شريك أساسي" في العديد من الملفات، وخصوصا في أزمة الهجرة ومكافحة الارهاب.

وتواصل ماكرون واردوغان مرارا هذا العام بشأن توقيف صحافيين فرنسيين اثنين في تركيا، قبل أن يتم ترحيلهما إلى فرنسا.

وتوترت العلاقات بين تركيا والاتحاد الاوروبي خصوصا اثناء الحملة المروجة لاستفتاء 16 نيسان/أبريل حول تعزيز صلاحيات الرئيس التركي، عندما رفضت دول عدة من بينها ألمانيا وهولندا مشاركة وزراء أتراك في تجمعات على أراضيها. الا أن فرنسا سمحت لوزير الخارجية التركي بعقد تجمع انتخابي في مدينة ميتز في شرق البلاد.

وكان اردوغان عبّر هذا الأسبوع عن أمله في اقامة علاقات أفضل مع ألمانيا والاتحاد الاوروبي، مشيرا الى أن أنقرة تريد خفض عدد أعدائها وزيادة أصدقائها، وذلك في تصريحات نشرتها صحف تركية من بينها "حرييت".

ووصفت تقارير إعلامية باريس، بأنها "بوابة أردوغان لإذابة الجليد مع الاتحاد الأوروبي"، وأن "الرئيس التركي يستغل الرئيس الفرنسي كوسيط لتحسين علاقته بألمانيا والاتحاد الأوروبي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!