ترك برس

على الرغم من عدم الإعلان عن توقيت محدد، يستمر الحديث في الآونة الأخيرة عن نية الجيش التركي شن عملية عسكرية ضد عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، حيث تؤكد أنقرة على وجود خطر في عفرين ويجب إزالته، وفقاً لتصريحات المسؤولين الأتراك. ولم تنعكس هذه التصريحات على أرض الواقع سوى بتحضيرات وتعزيزات عسكرية تركية يتم إرسالها إلى الحدود السورية. إلا أن أمس الاثنين شهدت منطقة شمال حلب حدثاً زادت من احتمالات قرب العملية العسكرية التركية ضد عفرين.

حيث أكدت مصادر إعلامية تركية نشر الجيش التركي منظومة دفاع جوي من نوع "MIM-23 HAWK " شمال حلب على مقربة من مدينة كلس الحدودية باتجاه الشرق، الأمر الذي دفع المراقبين للربط بين الخطوة غير المسبوقة واحتمالية تنفيذ أنقرة عملية عسكرية وشيكة ضد "الوحدات" الكردية في مدينة عفرين.

وفي تصريح لموقع "عربي 21"، قال الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، إن المنظومة المتطورة نشرت في منطقة "درع الفرات" بالقرب من مدينة اعزاز السورية، وليس في ريف حلب الغربي، كما تحدثت وسائل إعلام تركية، مبيناً أن الغاية من نشرها "حماية المدن الحدودية التركية من هجمات صاروخية محتملة"، على حد قوله.

وأضاف تركماني أنه "في حال بدأت تركيا عمليتها العسكرية في عفرين، فإن من المحتمل أن تتعرض مدينة كلس لضربات، كما تعرضت في السابق لضربات مصدرها الداخل السوري، أثناء المعارك مع تنظيم الدولة".

(عناصر من الجيش التركي وهم يقومون بنصب المنظومة الصاورخية، أمس الاثنين شمالي حلب)

وفيما يتعلق بميزات المنظومة العسكرية من نوع "MIM-23 HAWK " أوضح الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر، أن المنظومة تعتمد الصواريخ من طراز أرض-أرض متوسطة المدى، موضحاً أن المنظومة أمريكية الصنع، تستخدم لتدمير منصات إطلاق الصواريخ المعادية، فضلا عن تدمير الأهداف المتحركة.

وأضاف العقيد الأسمر، أنه من غير الوارد أن تتعرض المدن التركية لهجمات صاروخية من عفرين، لأن الوحدات تدرك تماما أن ذلك يعني أنها ستكون عرضة للغضب التركي ما يعني أن دمارا تاما قد يلحق بعفرين، وأضاف أن "الوحدات أضعف من أن تلجأ لهذا الخيار القاتل بالنسبة لها."

لكن في مقابل ذلك، رجح الأسمر أن يكون هدف تركيا من وراء نشر هذه المنظومة تأمين حماية لقواته المنتشرة في منطقة درع الفرات وفي إدلب، حيث تنتشر القوات التركية لمراقبة اتفاق "خفض التصعيد" ما بين بلدة خربة الجوز ودارة عزة غرب حلب.

غير أن الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، رأى في نشر منظومة الدفاع الجوي أنها بمثابة "إشارة البدء لعملية عسكرية تركية في عفرين".

وبحسب التصريحات التركية المتتالية، فإنه من المرتقب أن تشن تركيا عملية عسكرية في مدينة عفرين بهدف تطهير المدينة من الوحدات الكردية، الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره تركيا امتدادا سوريّا لحزب العمال الكردستاني التركي، المصنف على قوائم الإرهاب.

تأتي هذه التطورات بعد التصريحات المتتالية لمسؤولين بارزين في الحكومة والدولة التركية، آخرها كان تصريحاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول حاجة تركيا لـ "تطهير عفرين" من وحدات حماية الشعب، مضيفاً أن بلاده على استعداد لتوسيع عملياتها العسكرية في منطقتي جرابلس بريف حلب الشرقي ومحافظة إدلب، وملاحقة من "الإرهابيين" أينما كانوا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!