ترك برس

يكثف حزب العدالة والتنمية التركي جهوده لإعادة هيكلة إداراته العامة في إطار الإصلاحات التي يهدف من خلالها إلى التقليل من سيطرة البيروقراطية والبطء في الإنجاز، حيث يتوقع أن تنتهي الاستعدادات الجارية للنظام الرئاسي قبل الانتخابات الرئاسية عام 2019، حسبما أشارت صحيفة ديلي صباح في تقرير لها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أشار في تصريح له إلى أن التركيز الرئيسي سينصب على مسألة "البيروقراطية البطيئة والأوليغارشية" وإعادة هيكلة الإدارات العامة ضمن إصلاحات القوانين الحالية، مؤكدًا على ضرورة أن تكون الحكومة وبيروقراطيتها قادرة على العمل بكفاءة وأن يتم إعادة هيكلة "البيروقراطية متعددة الرؤوس".

ووفقاً لمصادر في حزب العدالة والتنمية فإن إزالة وظيفة "مساعد" سوف توفر أكثر من 50 منصباً شاغراً في كل وزارة، بما في ذلك مناصب وكيل الوزارة، ورؤساء الإدارات والمديريات العامة ومساعديهم، حيث أن الهيكل المترهل للبيروقراطية يبطئ آلية العمل، كما سيتم تحديد معيار أداء الموظفين المكتبيين بمرسوم رئاسي بحيث يكون هذا المعيار عاملاً حاسماً في مواصلة الموظفين عملهم من عدمها.

و بإلغاء منصب وكيل الوزارة في النظام الرئاسي، سيتولى الأمين العام للرئاسة أو أحد معاونيه مسؤوليات هذا المنصب، وهناك صيغة أخرى تتم مناقشتها تشمل مشاركة ثلاثة من المعاونين الرئاسيين في مناصب بيروقراطية عليا في كل من مجالات الأمن الدفاعي، والإدارة العامة، والاقتصاد.

وبما أن مؤسسة رئاسة الوزراء سوف يتم إلغاؤها بنظام الحكم الرئاسي الجديد، فإن مسؤوليات هذه المؤسسة سوف تنتقل إلى الرئاسة، حيث تمت مناقشة توزيع هذه المهام والمسؤوليات بين بعض المكاتب التي سوف يتم تشكيلها داخل الرئاسة في نظام مماثل لنظام البيت الأبيض، ومن المتوقع أن تؤدي قرارات هذه المكاتب المتخصصة، مثل مكتب الزراعة ومكتب الاقتصاد، دوراً هاماً في رسم السياسات الحكومية.

كما أكد مسؤولون من حزب العدالة والتنمية على ضرورة مشاركة أحزاب المعارضة في الجهود الرامية إلى إجراء التغييرات اللازمة لنظام الحكم الرئاسي الذي تمت المصادقة عليه في استفتاء 16 أبريل/ نيسان 2017، وسيتم عرض التعديلات القانونية على البرلمان حين انتهائها.

افتتح 10 مكاتب جديدة خارج البلاد

من جانب آخر يعمل حزب العدالة والتنمية على افتتاح عشرة مكاتب تمثيلية خارج القطر ضمن أهدافه لشرح سياسات الحزب وإقامة علاقات أوثق مع الأتراك في الخارج، وتمت مناقشة ذلك خلال اللقاءات الأخيرة للجنة  التنفيذية المركزية والمجلس المركزي لصنع القرار (MKYK).

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المسؤول عن الشؤون الخارجية "مهدي أكار" إن المكاتب التمثيلية الجديدة ستتمركز في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا.

وأضاف أكار في حديث لوكالة الأناضول: "لا تقتصر رؤية حزب العدالة والتنمية على السياسة الداخلية التركية فقط، بل لديه رؤية حول العالم والإنسانية والحضارة، وإن من الطبيعي جداً أن يكون لهذا الحزب مكاتب في المراكز الهامة في العالم تعمل كنقاط اتصال قانونية"، مشيراً إلى أن التعليمات حول افتتاح المكاتب الجديدة قد صدرت من الرئيس أردوغان.

ويعمل حزب العدالة والتنمية على فتح أكثر من 30 مكتباً تمثيلياً جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والجمهوريات التي تتحدث التركية وأفريقيا والبلقان. وقد أقرّ الحزب افتتاح 10 مكاتب له في المرحلة الأولى.

ويذكر أن حزب العدالة والتنمية افتتح أول مكتب تمثيلي له في العاصمة البلجيكية بروكسل عام 2015.

ومن المتوقع أن تكون هذه المكاتب ضرورية لتعزيز العلاقة بين حزب العدالة والتنمية والمغتربين الأتراك، وسوف تساهم بدور كبير في منع الترويج لحملات مجموعة غولن الإرهابية ضد تركيا.

وفي الوقت ذاته قالت مصادر داخلية في حزب العدالة والتنمية إنه يعمل حالياً على تحديد المرشحين المناسبين الذين سيتم تعيينهم لتمثيل المكاتب، ويعتزم مسؤولو الحزب ترشيح أشخاص لديهم سمعة طيبة في البلدان التي سيمثلونها، كما سيقومون بترشيح الأشخاص الذين يمكنهم نقل وجهة نظر تركيا بشكل فعال، كما بذل حزب العدالة والتنمية جهوداً كبيرة لمنع الأشخاص المرتبطين بجماعة غولن الإرهابية من الترشح عن طريق التسلل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!