ترك برس

رأى الإعلامي والمحلل السياسي التركي، إبراهيم قراغول، أن الأجندة الأمريكية في إيران ليست من النوع الذي يمكن تنفيذه، فلن يكون أي تغيير في المنطقة صحيا من خلال وجه نظر الرئيس دونالد ترامب، على وجه الخصوص، بل إن نجاح تغيير كهذا يكاد يكون مستحيلا.

وقال قراغول، في تقرير نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، "لا أعتقد شخصيا أن لدى الإدارة الأمريكية مشروعا قويا يهدف لتغيير النظام في إيران، بل إنها تسعى لاستغلال الغضب الإيراني لتنفيذ الألاعيب ودعم موجة الغضب هذه وإدارتها واستغلالها لتحقيق مصالحها".

وأضاف الإعلامي التركي أن "هذه الوضعية تسمم المطالب المشروعة التي يرفعها الشعب الإيراني، وتحيد بالاحتجاجات عن هدفها، بل تحكم عليها بالفشل. لكنهم سيواصلون فعل هذا".

وتابع: "أنا واثق من أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد سيطلق (صندوق التمرد الإيراني) من خلال جميع القنوات التي تصل إليها يده. إلا أن شيئا كهذا ربما يفضي إلى صب طهران جم غضبها على الإمارات بعد انتهاء موجة الاحتجاجات".

وأوصى قراغول بقراءة كتاب "الانقلاب المضاد" لـ"كرميت روزفيلت" الذي يتناول كيف أسقطت وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) رئيس الوزراء الإيراني الأسبق محمد مصدق.

ومضى يقول: "صحيح أن الثورة الإيرانية دخلت في نفق مظلم وانهارت وفقدت الحافز المجتمعي، وظهر أن التحركات العسكرية الإيرانية في الخارج لم تسعد الشعب الإيراني. لكن لو تغيير سيحدث في إيران، فلا بد أن يحدث من خلال ديناميكياتها الذاتية".

وقال الإعلامي التركي، وهو رئيس رئيس تحرير "يني شفق"، إن أي تدخل خارجي، يشبه التدخل الذي أطاح بمصدق، سيمزق إيران. لكن لو كان الغرب يفكر في الإقدام على تنفيذ شيء كهذا، فلن يكون محتملا في وقت تكون فيه المقاومة الداخلية في أقوى فتراتها.

واعتبر قراغول أن موجة الغضب الراهنة تعتبر بمثابة تحذير للحكومة الإيرانية، فالسياسات التوسعية ومحاولات حصار السعودية والثقة الزائد بالنفس ستحرق "البيت الإيراني"، وهو ما سيكون صادما لطهران.

وفي 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهدت إيران مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق) واستمرت أيامًا عديدة، احتجاجا على غلاء المعيشة، ثم تحولت إلى تظاهرات تتبنى شعارات سياسية.

وامتدت المظاهرات فيما بعد لتشمل عشرات المدن، بينها العاصمة طهران، والعاصمة الدينية "قم"، مخلّفة 24 قتيلًا على الأقل وعشرات المصابين، فيما أوقفت قوات الأمن أكثر من ألف محتج.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!