ترك برس

قال فريق إدارة مشروع السيل التركي في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول التركية يوم الجمعة إن الخط الأول للمشروع سوف يصل الى الشاطئ التركي في شهر أيار/ مايو هذا العام وسوف يبدأ الخدمة في نهاية عام 2019.

وبمساعدة أكبر سفينة بناء في العالم "بيونيرنغ سبيريت" فإن مشروع خط الأنابيب المتوازي، الذي يتضمن إنتاج الأنابيب والأنابيب البحرية والبرية ومحطة استقبال، يتم إعداده للانطلاق في الربيع.

خط الانابيب الأول مخصص للسوق التركي، في حين يستهدف الخط الثاني إمدادات الغاز لدول جنوب وجنوب شرق أوروبا، كما ستقوم شركة "ساوث ستريم" التي تتبع لشركة "غازبروم" الشريك الروسي في المشروع ببناء القسم البحري للمشروع.

من جانبه قال "ساندر فان روتزيلار" المتحدث باسم مشروع "السيل التركي": "سوف يصل الخط الأول إلى الشاطئ التركي في أيار وبعد ذلك سيصبح لسفينة "بيونيرنغ سبيريت" مهمة أخرى، سوف تعود للبحر الأسود للعمل على الخط الثاني من "السيل التركي" ونتوقع أن تعود في الربع الثالث إلى البحر الأسود ثم تستمر مع إطلاق المشروع.

وحسب ما ذكر "روتزيلار"  فإن الطاقة الإجمالية للمشروع البالغة 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سوف تلبي متطلبات الطاقة السنوية التي تبلغ 15 مليون بيت، إضافة إلى أن المشروع قادر على إنتاج مايعادل 126.000 من قدرة توربينات الرياح و 39 وحدة نووية.

وأضاف "روتزيلار": "إنها كمية هائلة من الطاقة تخصص لأسواق الطاقة التركية والأوروبية"، واصفًا المشروع بأنه "مساهمة كبيرة جداً في أمن الطاقة" ويتوقع أن تصبح تركيا مركزًا لتوزيع الطاقة مع جنوب وجنوب شرق أوروبا.

وأشار  إلى أن الطلب يتزايد في سوق الغاز الأوروبية في الوقت الذي يتراجع فيه الإنتاج المحلي، ونتيجة لذلك سيلعب المشروع دوراً هاماً في جنوب شرق أوروبا، وخاصة مع بعض الأسواق غير المتطورة في البلقان التي يمكنها أن تستفيد من غاز مشروع السيل التركي.

وأردف قائلًا: "في الأشهر الإحدى عشرة الأولى من عام 2017 كان هناك ازدياد كبير للطلب في العديد من البلدان التي تأمل أن تتلقى الغاز من مشروع السيل التركي، وارتفع الطلب على الغاز التركي في الأشهر ذاتها بنسبة 20.4 بالمئة، في حين ارتفع الطلب من دولة المجر إلى 22.3 في المئة وصربيا بنسبة 26.1 بالمائة واليونان بنسبة 11.6 بالمئة وبلغاريا بنسبة 6.8 بالمئة".

تثبت هذه الاحصاءات من شركة "غازبروم" المسؤولة عن الخط الثاني لمشروع السيل التركي، فاعلية المشروع في تغطية الطلب المتزايد على الغاز.

وأكد "روتزيلار": "هذا يعزز اقتناعنا بأننا نبني شيئاً ذا قيمة حقيقية لهذه الدول، حيث أن خط البحر سوف يتكون من 75.000 وصلة أنابيب مفردة مصممة خصيصاً لنقل الغاز عالي الضغط، أما الأنابيب التي يبلغ طولها 12 متر والتي تصنع لأجل المرونة والقوة فيصل وزنها إلى 9 أطنان ولها جدار داخلي من الصلب تبلغ سماكته 39 ملم."

وذكر أنّه تم الانتهاء من بناء 700 كيلومتر من أصل 1.860 كيلومتر من خطي أنابيب نقل الغاز تحت البحر، وبفضل التكنولوجيا المتقدمة التي تستعملها سفينة "بيونيرنغ سبيريت" فإنها مجهزة لاتمام 4 كيلومترات من خطوط الأنابيب يومياً حتى في الظروف الجوية القاسية، وفي بعض الأحيان تصل إلى 5 كيلومترات يومياً حسب السجلات.

وقد قامت الشركة المشرفة بزيادة عدد سفن الامدادات من أجل توفير أنابيب كافية لتركيب 4 كيلومترات كل يوم وأحيانا تصل إلى 5 كيلومترات، كما تسعى للقضاء أو الحد قدر الإمكان من الآثار الجانبية للمشروع على البيئة وتحديداً في المنطقة التي تغطي مسار الأنابيب، وهذا يشمل منطقة قريبة من الأراضي التركية بالقرب من بلدة "كيكوي" التي تقع على بعد 100 كيلومتر تقريباً غرب إسطنبول.

وقال "روتزيلار": "نحن نعيد الأرض إلى حالة ما قبل البناء بأقصى ما يمكن، كما أننا ندعم التنمية في بلدة كيكوي من خلال الاستثمارات المجتمعية، كما أن التدابير البيئية تشمل نقل وحماية أنواع الكائنات الحية المختلفة بعيداً عن موقع الإنشاء، وتغيير مسار خط الأنابيب لحماية الشاطئ في بلدة كيكوي وكذلك إجراء دراسة لتعويض خسائر الأشجار في مناطق البناء الدائمة."

وأضاف: "بمجرد أن نصل إلى الشاطئ في تركيا، سوف يقع على عاتق شركة "بوتاش" التمديد من هناك، أما داخل الأراضي التركية فسوف تصبح مسؤولية بناء خط الأنابيب باتجاه حدود أوروبا من نصيب شركتي "بوتاش وغازبروم"، أما ما بعد الحدود الأوروبية فسوف تتحمل مسؤولية بناء خطوط الغاز شركات خطوط أنابيب نقل الغاز المختلفة في تلك الدول".

وأعلن مسؤول رسمي أن المفاوضات مع اليونان وبلغاريا لإتمام الجانب الأوروبي من مشروع السيل التركي جارية وأن الطرفين يحرزان تقدماً جيداً. وقال: "إن هناك طاقة ايجابية تحيط بالمشروع، حيث أن صربيا وهنغاريا تظهران اهتماماً بالمشاركة فيه على المستوى الحكومي"، مضيفًا: "قبل أن نسلم الخط الأول لتركيا في نهاية 2019، يجب اتخاذ القرارات حول الخط الثاني".