ترك برس

تباينت آراء المراقبين والمحللين السياسيين حول حدّة وطبيعة الموقف التركي على خلفية تكثيف قوات النظام السوري وروسيا وإيران هجماتها على محافظة إدلب التي تقع ضمن مناطق خفض التوتر المتوافق عليها خلال مباحثات أستانا.

وترى تركيا أن تقدم قوات النظام السوري في مناطق خفض التوتر بإدلب، ليس عبارة عن انتهاك بسيط لوقف إطلاق النار، وإنما تعتبره مخالفا للاتفاق الذي تم التوصل إليه من قبل الدول الضامنة.

وتقدمت قوات النظام بدعم من ميليشيات أجنبية وبغطاء جوي روسي، الأسبوع الماضي، في مناطق شمال شرقي محافظة حماة وجنوبي إدلب في إطار هجوم بدأ على مواقع المعارضة أواخر أكتوبر/ تشرين أول 2017.

وتُشير تقارير إعلامية إلى أن الهجوم على إدلب وجعلها هدف عسكري للنظام السوري، لم يكن بالأمر المفاجئ، سيما بعد انتهاء سيطرته على مناطق حدودية مع العراق بدعم روسي ايراني.

فقد سبق هذا الهجوم بفترة تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه وبعد هزيمة تنظيم الدولة فإن الهدف القادم لروسيا هو جبهة النصرة.

لكن هذا الهجوم اليوم يبدو أنه قد يقوض الجهود السياسية من أجل الوصول لحل في سورية، والذي تزامن مع تصعيد اللهجة التركية تجاه النظام السوري وكذلك تجاه شركاء أنقرة الضامنين في محادثات استانا.

ويرى الباحث في الشؤون التركية الروسية الدكتور «باسل الحاج جاسم»، خلال حديث مع صحيفة «القدس العربي»، أن ما يفسر تأخر الرد تركي على تصريحات لافروف، هو لان انقرة تتفق مع موسكو على نقطة ضرب وطرد المجموعات الإرهابية من سوريا.

وأضاف الباحث: لكن ما يحصل اليوم والامر الذي جعل تركيا تصعد لهجتها، هو الطريقة التي اتبعتها روسيا بعدم التفريق بين التنظيمات الإرهابية وبين المعارضة المعتدلة وهو ما يتعارض مع اتفاقات استانة.

وكذلك الأعداد الكبيرة للمدنيين الذين استهدفتهم الهجمة العسكرية حيث سقط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وهو ما دفع عشرات الآلاف للنزوح باتجاه الحدود التركية.

وهناك عامل إضافي آخر لا يمكن تجاهله بالنسبة لحدة الرد التركي برأي الخبير في العلاقات الدولية، وهو تأخر انطلاق عملية عسكرية ضد الإرهاب في عفرين الخاضعة لسيطرة الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا والناتو.

وتابع الحاج جاسم: حتى الان من غير الواضح إن كان هذا التأخر لاسباب تركية بحتة ام أن هناك مماطلة من حلفاء تركيا في أستانة.

تصعيد اللهجة التركية برأي رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة السورية العقيد فاتح حسون، كان جراء عدم التزام روسيا بتعهداتها لأنقرة، فهي لم تكن صادقة برأيه، مؤكداً ان إيران هي من تخرب كل اتفاق، وفق "القدس العربي".

وعن التجاذبات بين موسكو وأنقرة، وانعكاساتها على ادلب والفصائل العسكرية الموقعة على اتفاق استانة، قال العقيد حسون إن روسيا ستعيد فتح قنوات التواصل الحثيثة مع انقرة، وذلك من مبدأ ضعف وليس قوة، وسيقدمون العهود الجديدة للالتزام من جديد بالاتفاقات المبرمة، وسيضعون اللوم على الإيرانيين، وسنتخذ القرار المناسب حينها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!