ترك برس

أعلن رئيس وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية الحكومية، آردا إرموت، أنه سيتم قريباً تدشين مصنع انتاج سيارات عسكرية "BMC" في الدوحة، في أول شراكة من نوعها بين القطاع الخاص التركي والحكومة القطرية، وهذا المشروع من أحدث مجالات التعاون.

وخلال حوار مع صحيفة "العربي الجديد"، أكّد إرموت أن العلاقات القطرية التركية ازدادت عمقاً بعد الحصار الذي فرضته بعض الدول العربية على قطر، في حزيران/يونيو من العام المنصرم.

وحول هدف زيارته إلى قطر، على هامش الملتقى الاقتصادي القطري التركي في الدوحة، قال إرموت إن العلاقات القطرية التركية تاريخية ومتجذرة، وازدادت عمقاً ومتانةً بعد الحصار، وهدف وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية من الزيارة هو تقديم يد العون للمستثمرين القطريين.

وأوضح أن الوكالة تتولى المسؤولية عن تشجيع الاستثمارات اللازمة، من خلال ما تقدمه من خدمات تتميز بتسهيل الإجراءات الخاصة بالاستثمارات ذات الصلة.

وأشار إلى أن الزيارة تهدف أيضًا إلى تعزيز التعاون بين البلدين، وإيجاد تواصل مستمر بين الوكالة ورابطة رجال الأعمال القطريين وغرفة تجارة وصناعة قطر، وكافة الجهات المعنية بمجال الاستثمار والأعمال.

وأضاف: تعتبر قطر حليفا استراتيجيا لتركيا، حيث يدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستثمارات القطرية، وقد أعطى توجيهاته بالاهتمام بالمستثمر القطري، وتذليل أي عقبات قد يواجهها، ولذلك فإن وجود فرع للوكالة في الدوحة يعتبر دليلا على أهمية قطر كدولة شقيقة، وحرص تركيا أيضا على تطوير التعاون بين الجهات وشركات البلدين.

وترحب وكالة تشجيع الاستثمار التركية بالاستثمارات القطرية، مع وجود حوافز ومزايا عديدة لاستقطابها، وتتعهد الوكالة بحل كافة المعوقات التي قد تواجه أي مستثمر قطري في تركيا، وتوفير كافة التسهيلات أمامه، كما أن غايتنا أن نقيم جسرا بين المستثمرين القطريين ونظرائهم الأتراك.

وعن أحدث المشروعات المشتركة بين قطر وتركيا، قال إرموت: سيتم قريباً تدشين مصنع إنتاج سيارات عسكرية "BMC" في الدوحة، في أول شراكة من نوعها بين القطاع الخاص التركي والحكومة القطرية، وهذا المشروع من أحدث مجالات التعاون.

كما تعمل عشرات الشركات التركية في قطر بمجالات متعددة، وهناك المزيد من المستثمرين الأتراك المتعطشين لدخول السوق القطرية، فقد احتلت تركيا المرتبة الثانية على مستوى العالم (بعد الصين) في قطاع المقاولات، والعديد من الشركات التركية تعمل في المشاريع المتعلقة بمونديال قطر 2022، ومشاريع البنية التحتية وغيرها.

وردًا على سؤال حول سبب تركيز معظم استثمارات القطريين في تركيا على القطاع العقاري، قال المسؤول التركي إن ذلك يعود إلى عدم تعرّف المستثمرين القطريين، بشكل كاف، على المجالات الاستثمارية الأخرى، فاليوم تتيح تركيا فرصا استثمارية مربحة للغاية في مختلف القطاعات، مثل السيارات والآلات والتعدين والطاقة التقليدية والطاقة المتجددة والتمويل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة والكيماويات والبتروكيماويات والحديد والصلب، وغير ذلك من القطاعات.

كما أن تركيا ستتجه إلى افتتاح مصارف إسلامية داخل أراضيها، بما يشجع على مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع.

الصحيفة: نرجو إلقاء الضوء على وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية وأبرز مهامها؟

إرموت: تعد وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية، التابعة لرئاسة الوزراء، المنظمة الرسمية المسؤولة عن ترويج فرص الاستثمار في تركيا للمنظومات التجارية في العالم، كما أنها مسؤولة عن تقديم يد العون للمستثمرين قبل دخولهم إلى تركيا، وخلال ذلك وبعده.

كما تتولى الوكالة، التي يتكفّل رئيس الوزراء مباشرةً بإدارتها، مسؤولية تشجيع الاستثمارات اللازمة لإحداث مزيد من التقدم الاقتصادي في تركيا.

وحتى تعمل الوكالة على تحقيق ذلك الهدف، فإنها تدعم الاستثمارات في التقنيات العالية، وفي إضافة القيمة على المنتجات، بجانب الاستثمارات التي تزيد من فرص العمل، وذلك من خلال ما تقدمه من خدمات متلاحقة، بلا انقطاع، تتميز بالتسهيل على المستثمرين خلال تنفيذ الإجراءات الكاملة الخاصة بالاستثمارات ذات الصلة.

الصحيفة: ما هي أهم الدول التي تسعى أنقرة للوصول إليها؟

إرموت: تتميز الوكالة بنشاطها عالميًا، فهي تدير أعمالها مع شبكة من المستشارين المحليين التي تتركز أعمالهم في مختلف دول العالم مثل كندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، واليابان، وقطر، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة الأميركية.

وتقدم مجموعة شاملة من الخدمات للمستثمرين، عبر اتباع نهج توفير العديد من الخدمات من خلال محطة واحدة، بحيث تضمن حصول المستثمرين على أفضل العوائد الناتجة عن استثماراتهم في تركيا.

ويتمتع طاقم المتخصصين العاملين في الوكالة بقدرة عالية على تقديم العون للمستثمرين بمختلف أنواع اللغات، بما فيها اللغة العربية، والصينية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، واليابانية، والإسبانية.

ويدور محور عمل وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية، حول تقديم مستوى تام من الثقة، بالإضافة إلى الجمع بين نهج القطاع الخاص والقدرة على توفير الدعم للهيئات الحكومية، وتقدم الوكالة مجموعة من الخدمات المجانية.

الصحيفة: ماذا عن الخدمات التي تقدمها الوكالة للمستثمرين بالمجان؟

إرموت: الخدمات المجانية التي تقدمها الوكالة مجاناً للمستثمرين والراغبين في الاستثمار، تشمل الاستشارات ومعلومات عامة ومخصصة حول الأعمال التجارية، كتوفير تحديثات وتعليمات حول أحدث الأنظمة والقوانين المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكيفية تأسيس الأعمال التجارية في تركيا، والبيانات التي تخص الاقتصاد الكلي وأي قطاع بعينه، والحوافز المقدمة من الدولة، وتكاليف أعمال التشغيل، والضرائب المفروضة، إلى جانب توفير تحليل مفصل بخصوص المجال الصناعي، وتقارير خاصة بالأسواق في مختلف القطاعات، وذلك في محاولة منها لبذل الجهود من أجل مساعدة المستثمرين القادمين من أنحاء العالم في الإلمام الكامل بإمكانات السوق في تركيا.

وتقدم الوكالة خدمات التنسيق والمحافظة على العلاقات مع الهيئات الحكومية، والسلطات المحلية، ومنظمات الأعمال التجارية، والأطراف المعنية الأخرى مثل الجامعات، ومقدمي الخدمات، والمنظمات غير الحكومية تعد من إحدى الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة للمستثمرين المستجدين والمنظومة الحالية من المستثمرين، وإعلام المستثمرين بالعمليات والإجراءات البيروقراطية، ومتابعة جميع المراحل الخاصة بالعمليات الاستثمارية، وإجراءات تقديم العون في تأسيس أعمال تجارية، وطلبات الحصول على رخصة الإقامة والعمل، ومجالات استخدام الحوافز، وأعمال تقييم الآثار المترتبة على البيئة، والتراخيص الأخرى ذات الصلة.

الصحيفة: كيف يتم تحديد المواقع المناسبة للاستثمار في تركيا؟

إرموت: يتولى طاقم من وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية، مخصص لاختيار المواقع، مهام قيادة جميع الإجراءات المتصلة بالمشروع الاستثماري، بما في ذلك أعمال البحث عن المواقع المتوفرة، وإجراء دراسات حول أرض الموقع، تضم معلومات لازمة حول تكاليف امتلاك الأرض، وتوصيل الكهرباء، والغاز الطبيعي، ومصادر الإمداد بالمياه، والمرافق الأخرى.

ولا يقتصر دعم الوكالة الخاص بخدمات اختيار المواقع على إجراء الأبحاث من مكاتب العمل فقط، ولكنه يتضمن أيضًا القيام بمعاينة المواقع مع المستثمرين، ومتابعة أعمال البنية التحتية بلا انقطاع، وتنسيق أعمال تطوير الأراضي، وتجميع كل البيانات والمعلومات ذات الصلة من موقع المشروع، مع الأخذ بعين الاعتبار جدوى الموقع.

كما تقوم الوكالة بتزويد المستثمرين بدعم لوجيستي خاص بإجراءات الزيارة الخاصة بهم إلى تركيا، وينظم طاقم المتخصصين العاملين في الوكالة اجتماعات مع منظومة الأعمال التجارية والهيئات الحكومية، ويقوم بالتخطيط لرحلات المستثمرين كاملةً، مما يتيح لهم التمتع براحة البال خلال زياراتهم.

وتساعد الوكالة التركية المستثمرين في العثور على موقع مناسب للإقامة، وتقوم بتوفير خدمات للنقل من المطار إلى الفندق ومواقع الاجتماع. وتقدم لمن قرر من المستثمرين الاستثمار في تركيا خدمات لإطلاق مشاريعهم، وتشتمل على إصدار بيانات صحافية وتوزيعها للإشارة إلى المشاريع الاستثمارية المُعلن عنها، وتنظيم مراسم احتفالية مبتكرة وخاصة بتدشين المشروع، وغيرها من أنشطة العلاقات العامة ذات الصلة المخصصة لإطلاق المشروع الاستثماري.

الصحيفة: كيف تتعامل تركيا مع الشركات العالمية والمشروعات المشتركة معها؟

إرموت: عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات العالمية، فإن جهود التعاون بين الشركات المحلية والعالمية تعود بالفائدة الكبيرة على كلا الجانبين، وتقدم المساعدة لكل من الشركات التركية والشركات متعددة الجنسيات في العثور على شركاء ملائمين لإجراء مشاريع مشتركة محتملة، وتنفيذ استراتيجيات "الاندماج والاستحواذ"، إلى جانب تنفيذ المشاريع في تركيا.

وتلتزم الوكالة بمتابعة المستثمرين بعد إتمام مشاريعهم، فهي تستمر في التواصل معهم بانتظام، حتى تضمن سير كل مرحلة في دورة حياة المشروع المتواصلة بسلاسة.

وحينما يواجه أحد المستثمرين أية مشكلة تتعلق باستثماره، تقدم له الوكالة مجموعة واسعة من خدمات المتابعة الحصرية بعد تدشين الاستثمار، مثل جهود الوساطة بين الحكومة والمستثمرين، والمساعدة في عمليات توسيع المشروع، وتوفير ورش للعمل، واستفسارات حول المناخ الاستثماري، وأنشطة لمناصرة السياسة التي تخص المناخ الاستثماري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!