ترك برس

بدأت الطائرات التركية، مساء السبت 21 يناير/كانون الثاني الجاري، تُغير على مواقع ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، في منطقة عفرين شمالي سوريا، في حملة عسكرية واسعة ختار لها الأتراك اسم "غصن الزيتون".

وكانت الغارات التركية كثيفة، ما يشير إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بتحرك رمزي بعد التعبئة الكبيرة إعلاميا وعسكريا خلال الأيام الأخيرة، وفق تقرير تلفزيوني أعدته قناة الجزيرة القطرية.

واختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يعلن بنفسه بدء العملية، قائلًا: "الآن وانطلاقا من الغرب وخطوة خطوة سندمر هذا الممر تماما، بدأت عملية عفرين فعلا في الميدان، وستتبعها عملية في منبج، ولأنه لم يتم الوفاء حتى الآن بأي من الوعود التي قدمت بشأن منبج، فلا يحق لأحد أن يقول شيئا عندما نفعل ما يجب علينا القيام به ".

https://www.youtube.com/watch?v=GiG_ZCTTmw0

الرئيس التركي يتحدث هنا عن الأميركيين الحليف الأول لقوات سوريا الديمقراطية التي تستهدفها هذه الحملة العسكرية، ويلمح إلى وعود تقول تركيا إن الأميركيين قدموها ونكثوا بها تتعلق بانسحاب الأكراد شرق الفرات وسحب الأسلحة الأميركية التي حصلوا عليها بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة (داعش).

الآن لا ينظر الأميركيون بالتأكيد لهذه الحملة بعين الرضا، لأنها ستوجه ضربة قوية لمخططاتهم في سوريا، لكن ما يكشف تناقض موقف الولايات المتحدة هنا أن الأكراد حلفاءها وتركيا حليفها أيضا في حلف الأطلسي، ولذلك تجد صعوبة في اتخاذ موقف واضح معارض للحملة التركية، ويكتفي المسؤولون الأميركيون بالقول إنها لا تخدم الاستقرار في سوريا وفي المنطقة.

أما الموقف الروسي فقد توضح أكثر بعد إعلان الجيش الروسي انسحاب جنوده من منطقة عفرين، وعبّرت روسيا عن قلقها من الحملة العسكرية التركية ودعت إلى ضبط النفس، لكن ما يلاحظ أن المسؤولين الروس وجهوا النقد للأميركيين وليس للأتراك.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: "قبل أيام أعلن الأميركيون أنهم سيشكلون قوة عابرة للحدود والآن يقولون إننا لم نفهمهم، لكن الواضح أن الأميركيين يريدون تنصيب سلطات بديلة في مناطق واسعة من سوريا وهذا يتناقض مع التزاماتهم".

يؤكد كلام لافروف أن الإعلان الأميركي عن تشكيل قوة كردية من ثلاثين ألف جندي لم يغضب تركيا فقط، فقوة بهذا الحجم تزعج بالتأكيد القوى الأخرى الفاعلة في الساحة السورية.

الآن يبقى انتظار كيف ستتطور العملية العسكرية التركية، فالهدف الحالي هو مدينة عفرين التي تقول تركيا إنها تحولت إلى وكر لحزب العمال وقوات سوريا الديمقراطية.

الحافلات نقلت نحو ألف من مقاتلي الجيش السوري الحر من إعزاز في سوريا عبر الأراضي التركية إلى هطاي القريبة من عفرين، ويتوقع أن يكلف الجيش الحر بالعمليات البرية مع قصف مدفعي وغطاء جوي كثيف من الطائرات التركية.

ويبقى انتظار ما سيجري في أرض المعركة في الأيام القليلة القادمة لكي تتضح ملامح هذه الحملة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!