ترك برس

أعلنت تركيا مساء أمس السبت انطلاق عملية "غصن الزيتون" لاستهداف تنظيمات "ب ي د/ بي كي كي" و"داعش" الإرهابية في مدينة عفرين شمال غربي سوريا، وقالت إن هذه العملية "تأتي من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية ومنطقة عفرين، وتخليص سكان المنطقة الأشقاء والأصدقاء من فلول التنظيمات الإرهابية وما تمارسه هذه التنظيمات من ظلم واضطهاد" بحسب بيان لرئاسة الأركان التركية.

إلا أن بعض وسائل الإعلام سواء الغربية أو الإقليمية، استخدمت مصطلحات مختلفة للتعبير عن هذه العملية، أبرزها "الاعتداء التركي على أكراد سوريا"، و"غصن الزيتون.. حرب تركية ضد أكراد سوريا"، مما أثار انتقاد واستنكار البعض لدى الرأي العام التركي، كون أن العملية لا تستهدف الأكراد بل التنظيمات الإرهابية التي تتدعي تمثيلها الأكراد في سوريا، وفق الرواية الرسمية التركية.

وحول هذا الأمر قال الكاتب الصحفي التركي بيرجان توتار إن أجهزة الإعلام الغربية التي لا تتخلّ عن استخدام شعارات التنظيمات الإرهابية حول "تركيا منزعجة من المكاسب الكردية"، تعرف جيداً أن تنظيمي "ب ي د" و"ي ب ك" اللذان يشكلان الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، لا يمثلان أصلاً أكراد سوريا، وهي تدرك بأن أكراد سوريا كانوا ضحية عدم اعترافهم بأيديولوجية "بي كا كا" الاحتلالية؟

جاء ذلك في مقال للكاتب نُشر في صحيفة "الصباح التركية اليوم الأحد، تساءل فيها عن أسباب تصوير بعض الوسائل الإعلامية عملية غصن الزيتون، على أنها حرب واعتداء ضد أكراد سوريا.

وبحسب الكاتب فإن الغرب هم أكثر الناس إدراكاً بأن أكراد سوريا ليسوا هم المستهدفين من قبل الخطوات التي تطلقها تركيا في كل من عفرين، ومنبج وجرابلس والأماكن الأخرى، من أجل تأمين أمنها القومي، مبيناً أن ما يهم الغرب ليس الأكراد أنفسهم، بل تركيا وإلحاق الضرر بها وبمصالحها، وذلك لانزعاجهم من عدم القدرة على إيقاف الصعود التركي.

ويستشهد الكاتب الصحفي على مقولته بمثال من الإعلام الإسرائيلي الذي ينزعج لدرجة كبيرة من "التفات حلف شمال الأطلسي ’ناتو‘ والولايات المتحدة إلى مواضيع أخرى في الوقت الذي تحارب فيه تركيا الأكراد"، ويذكر أن الإعلام الأمريكي والأوروبي ذو التوجه الواحد، يصف العمليات التركية ضمن إطار حق الدفاع المشروع، بأنها "تحقيق الأجندات العثمانية الجديدة."

ويرى "توتار" أن الهدف الرئيسي لأولئك الذين يطلقون شعارات "الحرب الكردية في الأفق. صراع جديد يوشك أن يندلع"، هو جر تركيا إلى حرب اثنية ومذهبية طويلة الأمد عبر إفشال اتفاقها مع روسيا وإيران، مبيناً أن تركيا دولة ذات خبرة وأكبر من أن تقع في مثل هذه الأخطاء، وأن الأطراف التي تصف العملية بالمسميات السلبية المذكورة يخشون نجاح أنقرة في إنهاء وإفشال مخطط "بي كي كي/ي ب ك/ب ي د" مثلما نجحت سابقاً في إنهاء مخططات وألاعيب تنظيمي "غولن" وتنظيم "داعش" الإرهابيين.

ويوضح المحلل التركي أن غاية الإعلام الغربي الذي يكتوي بـ"العشق الكردي"، ليس الدفاع عن "ي ب ك" ولا إنشاء "دولة كردية" في سوريا، مستشهداً على ذلك بعرقلة الغرب فيما مضى حصول الأكراد على هوية ومكانة سياسية، وأن الغرب لو كان يهمه الأكراد ومصالحهم، لما كان عمل على إفشال مشروع القرن لتركيا حول عملية السلام مع الأكراد؛ ولما حاول إسقاط الرئيس أردوغان الذي مد يد السلام إلى الأكراد، بحسب قوله.

ويتابع قائلاً: " الذين فشلوا في إخضاع تركيا من خلال إرهاب "بي كي كي" وأزمة إسقاط المقاتلة الروسية، والمحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/تموز، راحوا يصفون نضالنا التاريخي ضد التحالف الإمبريالي، بأنه "حرب ضد الأكراد"، مع أن الجميع يدرك أن تركيا لا تحارب الأكراد، بل العبيد المتطوعين للعقلية الصليبية."

واختتم الكاتب بالإشارة إلى مثلما أنه من غير المعقول وصف مكافحة تركيا لمنظمة "غولن" الإرهابية بـ"حرب على المسلمين"، فإن مكافحة إرهاب "بي كا كا" لا يمكن تصويرها على أنها "حرب على الأكراد" أيضاً، موضحاً أن الشعب التركي يدرك هذه الحقيقة جيداً، وأن الغرب منزعج بشكل كبير، من "غصن الزيتون" الممتد إلى عفرين.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!