ترك برس

على عكس استراتيجيات الحروب الأخرى، دأب الساسة الأتراك على الحديث بكثرة عن شن عملية عسكرية على مدينة عفرين وذلك قبل انطلاقها. وأبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي بدأ يدلي بتصريحات قبل أسابيع، حول اعتزام بلاده شن عملية عسكرية على عفرين أولاً، ولاحقاً على منبج، وذلك لتطهيرها ممن وصفهم بإرهابيي تنظيم "ي ب ك" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" المصنف إرهابياً.

بعض المحللين قالوا بأن الغاية من الإدلاء بتصريحات مبكرة عن العملية، هي معرفة مدى وحجم ردود الأفعال الدولية والإقليمية، والبعض الآخر رأى في ذلك تعبئة نفسية من قبل أردوغان تجاه الرأي العام التركي.

الكاتب الصحفي التركي أوكان مدرس أوغلو، تناول هذا الموضوع وأورد عدة أسباب للتصريحات التركية المبكرة عن شن عملية عسكرية على عفرين، موضحاً أنه في الأحوال العادية لا يتم حتى الإعلان عن شن عملية ما إلى أن تتم المباشرة بها على الساحة.

ورأى "مدرس أوغلو" في مقال نُشر له في صحيفة "صباح" التركية، أنه سواء الولايات المتحدة أو شريكها المسلح "ي ب ك" –وفقاً للكاتب- يتنبؤون بهذه العملية منذ أشهر! أما تصريحات الرئيس أردوغان الواضحة والقطعية حول شن العملية، فقد تساهم في:

-          ترسيخ شرعية العملية عبر التأكيد للولايات المتحدة والتحالف الدولي لمحاربة "داعش" عبر قول أردوغان: "كنت قد ذكرت لكم مراراً مدى جدية تركيا في هذا الخصوص، ومدى التهديد الذي يتعرض له أمنها القومي. إلا أنكم لم تعيروا أسماعكم كما ينبغي لهذه التحذيرات."

-          تهيئة الرأي العام الداخلي، وتذكير الرأي العام الخارجي بحقوق تركيا النابعة من القانون الدولي.

-          منح الثقة للأسواق كي لا تشعر بالاضطراب والقلق، وتقوية الوحدة الوطنية.

-          وأخيراً، القيام بما يقتضيه منصبه كقائد أعلى للقوات المسلحة التركية، وذلك عبر إبقاء تأهب الجيش لتنفيذ عملية على عفرين ومنبج.

ومساء السبت الماضي أعلنت رئاسة الأركان التركية، انطلاق عملية غصن الزيتون بهدف "إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي "بي كي كي /ب ي د/ي ب ك" و"داعش" في مدينة عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين."

وبدأت العملية بقصف للمدفعية التركية، ثم شنت 72 مقاتلة تركية أكثر من مئة غارة، أعقبه الإعلان صباح الأحد عن تقدم الجيش السوري الحر براً نحو عفرين، بدعم بري وجوي تركي.