حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ نوفمبر 1978 هناك سؤال حائر لم يجد له جوابًا في أربعة بلدان في الشرق الأوسط. ما السبيل إلى تمثيل الحقوق المدنية والسياسية للأكراد؟ السؤال تحول إلى مسألة تعود جذورها التاريخية إلى أعوام مضت. لكن يمكننا أن نطرح السؤال بشكله الراهن: من الذي سيمثل الأكراد في السياسة السورية في مؤتمر سوتشي ومسار أستانة وما بعدهما؟

يصر الجنرالات الأمريكيون على الخطأ نفسه منذ 1 مارس/ آذار 2003، باعتبارهم أن تركيا لم تعد حليفًا موثوقًا. مع أنهم لو تفكروا لحظة لوجدوا أن التاريخ برهن أن تركيا كانت على حق برفضها مذكرة الأول من مارس (رفض البرلمان مشروع قرار يسمح بنشر قوات أميركية في تركيا وإرسال قوات تركية إلى العراق). ، ولما وقعت إدارة أوباما، ومن بعدها إدارة ترامب في المأزق الحالي.

الجميع في تركيا عندما رأى صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أجلان تُرفع في الكانتونات شمال سوريا أدرك أن هؤلاء لا علاقة لهم بالأكراد، وعلى الأخص أكراد سوريا.

من لم يدركوا هذه الحقيقة هم جيش من العسكر المتقاعدين عقولهم صغيرة، بيد أنهم يحتلون مناصب كبيرة أمثال وزير الدفاع الأمريكي الحالي، ومستشار الأمن القومي.

ماطلوا العالم بكذبة أن القضاء على داعش هو سبب دعمهم لهذه الكيانات. في حين أن عملية درع الفرات التركية خلفت 1294 قتيلًا من داعش تم عدهم مع التأكد من الحمض النووي لكل واحد منهم، قدم الجيش الإرهابي المكون في الكانتونات وداعميه من المستشارين الأمريكيين للعالم صورة مقاتلي داعش وهم يتجهون بالحافلات إلى "مكان ما".

وعندما سألهم الكونغرس "إلى أين تذهب هذه الأسلحة التي تقدر بملايين الدولارات؟"، أعلن الجنرالات أنهم يشكلون "قوة أمنية حدودية"، رغم أنه لا توجد دولة ولا حدود.

السؤال الذي يطرح نفسه من سيمثل أكراد سوريا في مساري أستانة وجنيف ومؤتمر الحوار السوري المزمع عقده أواخر الشهر الحالي. معظم المجموعات المعارضة للنظام السوري أعلنت رفضها المشاركة في المؤتمر. ودعت روسيا بعض الأحزاب الكردية التي لا علاقات لها مع حزب العمال الكردستاني، غير أنها ما تزال تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي حزبًا كرديًّا مشروعًا.

الإرهابيون يملكون صفة دبلوماسية في مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي بموسكو الذي تعترف به الحكومة الروسية، ولا شك أنهم سيذهبون إلى سوتشي، وسيواصلون تهديد ممثلي الأكراد، حتى لو لم يدخلوا صالة المفاوضات.

نمر بفترة بتوجب فيها على الولايات المتحدة وروسيا أن تدركا بأن تركيا لا مشكلة لها مع أكراد سوريا. فإن لم تفهم هاتان الدولتان الحقيقة الجوهرية في المنطقة وهي أن الإرهابين الأكراد الذين يحملون الجنسية التركية لا يمثلون الشعب الكردي في أي بلد، لا في تركيا ولا في سوريا، فإن مسار أستانة سيصبح مكانًا ينفخ فيه الناس في قربة مقطوعة، شأنه في ذلك شأن مسار جنيف.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس