ترك برس

أشارت صحيفة كوميرسانت الروسية إلى أن عملية "غصن الزيتون"، التي يقوم بها الجيش التركي ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، في شمال سوريا، تتحول إلى حملة طويلة الأجل.

وفي تقرير للخبيرين "مكسيم يوسين" و"سيرغي ستروكان"، تحت عنوان "يطيلون غصن الزيتون أكثر فأكثر"، قالت الصحيفة إن العملية التركية في منطقة "عفرين" السورية، لم تعد عملية خاطفة، وفق وكالة "RT".

وأضاف التقرير أنه بدلا من الوعود باستكمال العملية "في أقصر وقت ممكن" جاءت تصريحات جديدة مفادها أن أنقرة لا تنوي التقيد بإطار زمني محدد وستواصل الهجوم حتى تشكيل منطقة أمنية بعمق 30 كيلومترا في المناطق السورية الحدودية.

وأوضح أن الأيام الأولى من "غصن الزيتون" سمحت بتوضيح أساليب القيادة العسكرية التركية. فأولا، هي لا تسعى إلى فرض الأحداث، بهجوم شامل لسحق العدو، إنما تقوم بعمليات موضعية.

وثانيا، يحاول الأتراك تقليص خسائرهم، من خلال الدفع بمقاتلي الجيش السوري الحر، المعارض للرئيس السوري بشار الأسد، إلى خطوط المواجهة. وتدعم هجماتهم طائرات تركية ووحدات مدرعة، ما يسمح وفقا لخطة مطوري العملية، بتجنب الخسائر بين الجنود الأتراك.

وبحسب التقرير، فإنه يمكن الحكم وفق أحدث البيانات التي أدلى بها ممثلو الجيش الحر، بأن دعمهم لأنقرة ليس مجانيا. ففي المقابل، يأمل المعارضون السوريون، الذين يعتبرون "معتدلين" في تركيا والغرب، في السيطرة على بلدة تل رفعت التي يسكنها العرب والأراضي المحيطة التي استولت عليها القوات الكردية في فبراير 2016. وهذا الأمر يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة، حيث يمكن أن يسبب استياء شديدا من دمشق.

وفي الوقت نفسه، يُضيف التقرير، فإن موقف السلطات السورية سيكون له أهمية أساسية لمواصلة العملية التركية. فالمناطق السورية الخاضعة لسيطرة الأكراد منفصلة عن بعضها. ونتيجة لذلك، فإن المدافعين عن كانتون عفرين.. لديهم موارد محدودة جدا لتنظيم دفاع فعال. وللقيام بذلك، يحتاجون إلى الحصول على تعزيزات من "الأراضي الكبيرة"، الواقعة شرقي الأراضي الكردية الرئيسية.

ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بموافقة دمشق، أي عبور الأراضي التي تسيطر عليها قوات بشار الأسد. وحتى الآن، بقدر ما يمكن الحكم من مسار العمليات العسكرية، فإن دمشق لا توافق على هذا العبور، ويبقى على عفرين أن تعتمد حصرا على قواتها الخاصة للدفاع عن نفسها.

ويصل التقرير إلى موسكو، كما يعتقد معظم الخبراء الذين قابلتهم "كوميرسانت"، على الأرجح أبرمت اتفاقات أولية مع أنقرة، ووافقت على منحها حرية محددة في المناطق الكردية السورية.

وفي الوقت نفسه، يمكن أن تترتب على العملية التركية في عفرين عواقب غير سارة لمنظمي مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، المقرر عقده في 29 و 30 يناير الجاري.

فقد عبر ممثلون عن عدة منظمات توحد الأكراد السوريين، عن إنهم في الوضع الحالي لا يرون معنى للمشاركة في هذا المحفل، وفق التقرير.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!