عبد القادر سيلفي – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

أكّد الرئيس التركي أردوغان خلال خطابه في ولاية "إلازيغ" قبل أكثر من أسبوع على أنّ عملية عفرين ستبدأ، وبالفعل بدأت العملية كما أكّد الرئيس أردوغان وذلك بعد أن خاض حربا نفسية مريرة.

بدأت العملية بعد مباحثات دبلوماسية طويلة تكللت بالنجاح، إذ كان الاجتماع الذي عُقد بين الرئيسين أردوغان وبوتين بمثابة نقطة تحول نظراً إلى وجود حملات دعائية مكثفة كانت جميعها لصالح القوات الروسية في سوريا، وذلك فضلاً عن الحملات التي حاولت تصوير تركيا على أنها العدو الرئيس خلال هذه المرحلة، لكن سرعان ما تم إنهاء هذه الفتنة عن طريق اجتماع الرئيسين التركي والروسي ووصولهما إلى نتائج ملموسة في نهاية المطاف، كما أسفر اجتماع رئيس هيئة الأركان التركي "خلوصي أكار" بنظيره الأمريكي في ولاية بروكسيل والاتصالات التي أجراها أكار ورئيس الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" في روسيا عن الإعلان عن البدء بتنفيذ عملية عفرين.

أدت المباحثات التي تمت بين الحكومتين التركية-الروسية إلى ضمان نقطتين مهمتين بالنسبة إلى تركيا:

1- فتح المجال أمام الطائرات التركية لشن الهجمات الجوية

2- تعطيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة لروسيا وسوريا خلال العملية

تمت الموافقة على إشراك النظام السوري في المفاوضات بوساطة روسيا نظراً إلى العلاقات والاتصالات الموجودة بين النظام السوري وروسيا وإيران خلال السنتين الأخيرتين، كما تم حل المشاكل التي حاولت الحكومة الإيرانية خلقها خلال المراحل الأخيرة، إذ كانت إيران ترغب في تسليم عفرين للنظام السوري عقب انتهاء العملية، في حين تسعى تركيا إلى تشكيل نظام إداري بالتعاون مع القوى المحلية في المنطقة على غرار منطقتي جرابلس والباب.

رموز عملية عفرين

عملية عفرين تعني أكثر من مجرد عملية عسكرية، إذ تم تحديد مفهوم أمني جديد بعد انتهاء عملية درع الفرات، وأصبحت تركيا تفضّل إبقاء التهديدات التي يشكلها داعش وبي كي كي ووحدات الحماية الشعبية خارج حدودها كأولوية عظمى ثم القضاء عليها فيما بعد، في حين صرّح الرئيس أردوغان عن نوايا تركيا في مواصلة مكافحة الممر الإرهابي عبر منطقة جرابلس، وبذلك سيتشكل جدار أمني خلف الحدود التركية-السورية نظراً إلى أن عملية عفرين تتميز بكونها خطوة استراتيجية تتجاوز مفهوم النموذج الأمني المعتاد في المعادلة السورية، لذلك لا بد من قراءة جيدة لرموز عملية عفرين.

عملية عفرين لا تستهدف الشعب الكردي لذلك لن ينجح حزب الشعوب الديمقراطي في محاولاته لاستفزاز الأخوة الأكراد، لأن الأكراد في تركيا يدركون جيداً ما النتائج التي تؤدي إليها حروب الخنادق، كما أن تسمية العملية بـ "غصن الزيتون" تشير إلى معنى آخر أيضاً وهو أن هذا الغصن يمثل يد التعاون والأخوة الذي تمده تركيا لأخوتها العرب والأكراد والتركمان في سوريا.

أفاد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بأن عملية عفرين تتكون من أربعة مراحل رئيسة، الأولى هي تدمير المراكز ومستودعات الأسلحة التابعة لوحدات الحماية الشعبية، في حين تستمر عمليات التشتيت في التقدم إذ وصل عناصر وحدات الحماية الشعبية إلى درجة خلع البدلات العسكرية لارتداء اللباس المدني والاختلاط بعامة الشعب ليصبح تحديدهم أكثر صعوبة.

تأتي المعلومات حول بدء عناصر وحدات الحماية الشعبية بالاستعداد لمعركة عفرين من خلال حفر الخنادق ونصب الفخاخ في وسط المدينة إضافةً إلى استخدام شعب المنطقة كدرع بشري لحماية أنفسهم، تسير وحدات الحماية الشعبية في طريق داعش من حيث التكتيك وأسلوب الحرب الذي تتبعه في الوقت الحاضر والمعروف بحرب الشوارع، إذ حاولت تنفيذ ذلك مسبقاً في ولايات سور وسيلوبي وجيزري التركية، لكنها ستبوء بالفشل في عفرين كما هو الحال في تركيا.

مساهمات منظمة الاستخبارات الوطنية في معركة عفرين

تساهم منظمة الاستخبارات الوطنية بشكل كبير في عملية عفرين التي تقودها القوات المسلحة التركية، إذ تمنح المعلومات الإلكترونية والتقنية للقوات التركية في الساحة السورية، وتقوم الطائرات التركية بتحديد هدفها بناء على المعلومات الصادرة عن الاستخبارات، كما تتم مشاركة التطورات الأخيرة مع القوات المسلحة التركية من قبل استخبارات الجيش السوري الحر داخل عفرين.

أفاد بن علي يلدرم أن عملية عفرين تتكون من أربعة مراحل رئيسة لكنه يتفادى التصريح عن وقت محدد لانتهائها، في حين تستمر مرحلة إعلام الجامعة الدولية بمراحل وتطورات عملية عفرين المنفذة بالتخطيط المشترك بين تركيا وروسيا وسوريا وإيران، لأن هذه الحرب لا تجري في عفرين فقط إنما هي حرب نفسية في الوقت نفسه، لذلك لا بد من الإدارة الجيدة للعلاقات الدولية والتخطيط الإعلامي أيضاً

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس