ترك برس

قال الكاتب الصحفي البريطاني باتريك كوبيرن، إن عملية عفرين التي أطلقتها تركيا جاءت نتيجة إعلان الولايات المتحدة اعتزامها تشكيل قوة أمن حدودية قوامها من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يشكل عمادها الرئيسي عناصر "ي ب ك/ب ي د" الإرهابي، وأن الأيام الخمسة الأولى من العملية، كشفت عن أن آمال أميركا بسياستها التدخلية الجديدة ليست إلا أوهاما، موضحاً أن أي مواجهات عسكرية بين تركيا وأميركا ستكون في صالح دمشق وطهران.

جاء ذلك في مقال للكاتب البريطاني البارز، في صحيفة "إندبندت" البريطانية، انتقد فيها السياسة الأمريكية في المنطقة، وخاصة في سوريا، موضحاً أن السياسة الأميركية الجديدة في سوريا، التي أعلنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون مؤخرا، تبددت بسرعة فاقت كل سياساتها الأخرى بالمنطقة، وحققت عكس ما خُطط لها من أهداف.

وأضاف كوبيرن الذي يعمل مراسلاً لصحيفة "إندبندت" في سوريا والعراق، إن تصريحات تيلرسون قبل عشرة أيام حول بقاء القوات الأميركية في سوريا عقب هزيمة "داعش" لتحقيق أهداف وصفها الكاتب بأنها طموحة أكثر مما يجب، تعتبر تناقضاً لسياسات الإدارة الأمريكية السابقة التي أعلنت وفي أكثر من مناسبة أن أهداف تواجدها في سوريا ليس إلا للقضاء على تنظيم "داعش"

وبحسب الكاتب فإن هذه السياسة الأميركية الجديدة تعني تغييراً إلى العكس في السياسة الأميركية السابقة، التي كانت تهدف إلى الابتعاد عن المستنقع السوري، كما تعني أن أميركا ستغرق في أكثر حرب أهلية "قذارة" في التاريخ، وأول مؤشرات هذه السياسة الجديدة، عندما أعلنت واشنطن خطة لتدريب ثلاثين ألف جندي أغلبهم من "قسد" لحماية الحدود السورية، وأثار ذلك غضبا عارما من قبل تركيا، الأمر الذي دفع تيلرسون إلى التنصل من الإعلان.

وأشار " كوبيرن" إلى أنه وبعد خمسة أيام فقط من إعلان السياسة الأميركية الجديدة، تسببت في تحرك الدبابات التركية عبر الحدود مع سوريا، باتجاه منطقة عفرين، مضيفاً أن الأيام الخمسة الأولى من العملية العسكرية التركية، كشف عن أن آمال أميركا بسياستها التدخلية الجديدة ليست إلا أوهاما؛ وأن أي مواجهات عسكرية بين تركيا وأميركا ستكون في صالح دمشق وطهران.

هذا وتتواصل عملية "غصن الزيتون" التي أطلقها الجيش التركي، السبت الماضي، بهدف إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي "بي كي كي/ب ي د-ي ب ك" و"داعش" في عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين، وفقاً لما ورد في بيان رئاسة الأركان التركية.

وفي وقت سابق أعلنت القوات المسلحة التركية سيطرتها على عدة مواقع عسكرية واستراتيجية كانت خاضعة لسيطرة عناصر تنظيم "ي ب ك" الإرهابي، وذلك بالتنسيق مع عناصر الجيش السوري الحر. حيث تمكنت القوات المشاركة في الأيام الأولى من العملية المذكورة، من السيطرة على تلال استراتيجية ومواقع أخرى في مدينة عفرين.

ومساء الخميس الماضي، زار الرئيس التركي مقر إدارة عملية غصن الزيتون في ولاية هاطاي على الحدود مع سوريا، برفقة نائب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وقادة عسكريين آخرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!