ترك برس

وصلت تركيا مرحلةً غايةً في الأهمية في ريادة الأعمال عندما عبرت عتبة الـ 100 مليون دولار من الاستثمارات في مبادرات الأعمال الريادية في العام الماضي 2017، وفقًا لما كشفت عنه منصة تحليلات السوق التركية "ستارتاب واتش" (Startsups.Watch).

وأعلن حدثٍ نظمته "ستارتاب واتش" مؤخرًا واستضافته زورلو القابضة، عن الأرقام والإحصاءات المتعلقة بريادة الأعمال في تركيا. حيث تلقّت 162 مبادرة استثماراتٍ بلغت قيمتُها أكثر من 103 ملايين دولار من المستثمرين وصناديق الاستثمار في عام 2017. ومع استثمارات الأسهم الخاصة، تجاوز المجموعُ 177 مليون دولار، لتحقق تركيا رقمًا قياسيًّا غير مسبوق.

مع أكثر من 100 مليون دولار من الاستثمارات في ريادة الأعمال، انضمت تركيا وجارتُها بولندا إلى مصاف الدول الكبرى في ريادة الأعمال لتنافس هولندا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وفنلندا والدنمارك والنرويج.

وبالنظر للاستثمارات المبكرة، تحتل تركيا المرتبة السابعة عشرة بين أكبر الأسواق الأوروبية، تسبقها بولندا بمرتبةٍ واحدةٍ فقط.

طريقٌ طويلٌ نحو استثمارٍ لكل فرد

قالت "ستارتاب واتش" إن على تركيا أن تقطع طريقًا طويلًا لتصل إلى الريادة من حيث الاستثمار لكل فرد. فتركيا هي الدولة الـ 31 بين 35 دولة أوروبية بالنسبة للاستثمار لكل فرد، وتحتل بولندا التي تعد أقرب منافسٍ لتركيا في مجموع الاستثمارات الكليّة المرتبة الـ 23. أما المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والسويد، فهي تخوضُ المنافسة الأقوى أوروبيا، والتي لم تصلها تركيا بعد.

في العام الماضي، استحوذت تكنولوجيا التمويل على أكبر الاستثمارات التي بلغت قيمتها مليار دولار. وجذبت شركة "فينتيك" الجزء الأكبر من تلك الاستثمارات بما يقارب 18.6 مليون دولار. وتركز فينتيك بشكلٍ كبير على تكنولوجيا العملات الرقمية، مثل بيتكوين، وإثريوم، وريبل.

وعلى ما يبدو، فإن تقنية بلوك تشين (أو سلسلة الثقة) والعملات الرقمية باتتا تستحوذان على اهتمامٍ أكبرٍ في تركيا هذا العام. ولكنها ما زالت بحاجةٍ لخلق فرصٍ أكثر من أجل التعليم وتعزيز دور المرأة في سبيل تحقيق مستقبلٍ أفضل.

مبادراتُ المرأة في تركيا

ناقش الاجتماع الذي حضره رجالُ أعمال أتراك وأجانب ريادة المرأة في الأعمال في تركيا والبيئة الاستثمارية العامة والمشاكل التي تواجهها وحلول تلك المشاكل.

وفي حديثها في الاجتماع، قالت سانيم أوكتار رئيسة جمعية الجمعية النسائية لريادة الأعمال "كاغيدير"، إن عدد المبادرات التي تقودها النساء لا يزالُ منخفضًا نسبيًا في تركيا، لكن الحكومة مستعدةٌ لدعم النساء صاحبات المشاريع.

وأضافت سانيم: "كاغيدير مستعدةٌ لدعم جميع المبادرات، وبإمكان المرأة الراغبة بمشاركتنا مبادرتها أن تتواصل معنا لتتعرف كيفية التقديم على البرامج. لقد حققت تركيا المرتبة الـ 37 بين 137 دولة في المؤشر العالمي لريادة الأعمال".

وتابعت قائلة: "في حين أن العوامل القوية لدينا كانت في منتجاتنا المُبتكرة، ومعدل النمو المرتفع، والمهارات الاستثمارية، تمثلت العوامل الضعيفة التي عانينا منها في قبول المخاطرة والكفاءة وشباك المغامرة. ومن ناحيةٍ أخرى، ووفقًا لمؤشر ريادة الأعمال العالمي الذي يقيس بشكلٍ منتظمٍ نسبة نجاح ريادة الأعمال في 64 دولة، لا زالنا متخلفين في ريادة الأعمال بالنسبة للنساء، وفي ريادة الأعمال في مجال الصناعة".

وأضافت: "إن نحو 5.1 في المئة من جميع النساء اللاتي عملنَ بالأعمال الحرة، قمنَ باستثمار 6700 دولار، و55.6 في المئة منهن تلقّين المبلغ من أقاربهن، في حين أن 15.4 في المئة استفدن من زميلةٍ أخرى".

التنميةُ بدون نساءٍ مستحيلة

قالت مديرةُ العلاقات العامة في الفرع التركي لجوجل، بيلين كوزيي، إن الاستثمار في محو الأمية الرقمية بالنسبة للنساء، يمكن أن يكون له تأثيرٌ إيجابيٌّ كبير.

تقول بيلين: "ووفقًا لمعهد الإحصاء التركي، تشكل النساء حوالي 34 في المئة من القوى العاملة في تركيا، أي أن مشاركة الرجل تمثل ضعف مشاركة المرأة. ومع تحسن التعليم، ستتحسن هذه النسبةُ بالتأكيد".

كما أكدت على أهمية الإنترنت والتعليم الرقمي في حياة المرأة، قائلةً: "يمكن للنساء استخدام الإنترنت لتعزيز مهاراتهن، ومتابعة التطورات باستمرار، والحصول على تعليمٍ عالِ الجودة. ينبغي أن تنظر النساءُ إلى الإنترنت على أنه أمرٌ لا بد منه".

وتضيف: "سبعة من كل عشر نساء لا يملكن القدرة على تطوير أنفسهن بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي. ثمانية من كل عشرة يفتتحن العمل الخاص بهن، ستة منهن يواصلن أعمالهن وحدهن، وواحدةٌ فقط من كل ثلاثة نساء تمتلك موقعها الخاص بها على شبكة الإنترنت. ومن بين أولئك اللواتي يعملن على الإنترنت، تسعةٌ من عشر نساء لم يتلقّين أي تعليم".

مزيدٌ من اهتمام المؤسسات بالمشاريع الاجتماعية

قال إيمرة زورلو، عضو مجلس إدارة زورلو القابضة خلال الاجتماع: "أعتقد أن الأعمال الجماعية هي منصةٌ للتعليم. نحن نتعلم أولًا مشاكل اليوم، ومن ثم نتعلم كيفية حلها. لقد اتبعنا هذا النهج مع بعض موظفينا ورأينا أنهم استخدموا معرفتهم في هذه المنصة في مجال الأعمال والتجارة من حياتهم".

ومن جهته، قال دويغو كامبور، المتحدث باسم المنصة الجماعية: "نسعى اليوم لاتخاذ مبادراتٍ توجد قيمًا مشتركةً للمجتمع من خلال إيجاد حلولٍ فعالةٍ ومستدامة ومبتكرة للقضايا الاجتماعية. وقد ركزنا منذ البداية على قضايا المرأة والتعليم، ونحن نعمل اليوم مع أصحاب المصالح للكشف عن المبادرات في هذا المجال وجمعها، إننا نبذل جهودًا لتثقيف النساء والفتيات".

الحاجةُ إلى مطورين ورجال أعمال في مجال البرمجيات

على الرغم من أن معدل النمو في استثمارات المبادرات في تركيا لم يكن كافيًا، إلا أنه قد ارتفع بشكلٍ سريع. ومع ذلك، لا يمكننا قول الشيء نفسه حول المبادرات الدولية. بالنتيجة، فإن عدد الاستثمارات في الفئة (ألف) والفئة (باء) كان منخفضًا.

من هنا، فإن الاستثمار في رأس المال الاستثماري (أو رأس المال المجازف) للشركات كان غير كافٍ. قامت شركة "تورك تيليكوم" بإنشاء شركة رأس مالٍ استثماري وأخذت أول خطوة جادّة في قطاع الاتصالات. لقد باتت الشركةُ مستعدةٍ لترك أسهمها لرجال الأعمال في مجالاتٍ مثل 5G والذكاء الاصطناعي والصحة.

هناك أكثر من 800 ألف مطور برمجيات في كلٍّ من المملكة المتحدة، وألمانيا، حيث تتم معظم استثماراتُهم. في المقابل، يوجد في تركيا 123 ألف مطور برمجياتٍ فقط، في حين يصل العدد في بولندا إلى 255 ألفًا.

لكل مليون مواطنٍ في تركيا، هناك ألفا مطور برمجيات، وفي السويد وإيرلندا هناك 18 ألفًا و19 ألفًا لكل مليون (على التوالي). وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحتل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وتركيا الأماكن الثلاثة الأولى.

التعليم الرقمي لأطفال الجيل الجديد

واحدةٌ من أكبر المشاكل التي تواجه الآباء اليوم، هي العثور على الأدوات التعليمية المناسبة لأطفالهم. لذا، قامت تورك تيليكوم بتقديم مبادرةٍ من خلال تطبيق التدريب المعرفي العلمي، والذي يساعد الأطفال على تطوير مهارات الذاكرة والانتباه والتركيز والذكاء البصري واللفظي.

يحدد التطبيق بشكلٍ تلقائي التمارين المناسبة لكل مستخدمٍ وفقًا لعمره وقدراته، ويمكن للمستخدمين وأولياء الأمور والمعلمين تتبع التطورات بسهولة ووضع تقارير الأداء بشكلٍ تفصيلي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!