حسن بصري يالتشين – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

أوشكت المرحلة الأولى من عملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات المسلحة التركية على الانتهاء، بينما يتم تشكيل الحلقة الأولى من الحصار المخطط له، وفي هذا السياق سيطرت القوات التركية على 9 نقاط هامة تقع في الحلقة الأولى، والآن بدأت بإجراء عملية مسح النقاط التي سيطرت عليها من أجل القضاء على وجود الإرهابيين في المنطقة.

يمكننا القول إن القوات التركية قد وضعت قدمها في الأراضي السورية وعززت مواقعا في المنطقة، إذ كانت القوات التركية تضطر للتسلق من الأسفل نحو الأعلى بسبب طبيعة المنطقة الجبلية، وكان الإرهابيون ينفذون هجماتهم من النقاط المحكمة في الأعلى نحو الأسفل، لكن الآن أصبحت هذه النقاط في يد القوات التركية.

سيطرت القوات التركية على ثلاث أو أربع قرى في كل جبهة، وفي حال السيطرة على المزيد من القرى ستكون تركيا قد أنهت تشكيل الحلقة الأولى من الحصار، الآن أصبحت هذه النقاط تحت سيطرة القوات الخاصة التركية في حين أن تركيا لم تستخدم الكوماندوز بعد، ويبدو أنها ستستخدمهم في تعزيز المسافات التي تقع بين المناطق المُسيطر عليها من قبل القوات الخاصة وبذلك ستزيد حاكميتها في المنطقة، ولكن حينها سيبدأ وضع العلامات لتحديد المسافات والمناطق، وذلك يشير إلى انتهاء الحلقة الأولى من الحصار وأن القوات التركية ستسعى إلى تشكيل الحلقات الداخلية للحصار الذي تشكله عملية غصن الزيتون العسكرية ضد الإرهابيين، ومن المتوقّع أن تكون الحلقات الداخلية أكثر عمقاً من الأولى، إذن ستكون الحلقة الأولى بعمق j كيلو متر عن الحدود التركية، فيما يُخطط لأن تكون الحلقة الثانية بعمق 10 أو 15 كيلو متر، وبطبيعة الحال يمكن أن تختلف هذه المسافات بناء على طبيعة المنطقة والظروف التي سنشهدها لاحقاً، ولكن غالباً ستبقى المسافات في المستوى المخطط له بشكل متوسط.

أما بالنسبة إلى التقدم المخطط له خلال تشكيل الحلقة الثانية فسيكون على شكل الاقتحام في بعض الأحيان والحصار في أحيان أخرى، وذلك بناء على طبيعة المنطقة وتمركز الأعداء، على سبيل المثال سيكون التقدم في المناطق ذات الطبيعة الصعبة من خلال الكر حول أطراف المنطقة والجمع بين عمليتي اقتحام تبدأ من الأطراف لتصل إلى داخل المنطقة، لكن نظراً إلى الخطة المجهّزة مسبقاً سيكون الهدف الرئيس للحلقة الثانية تمشيط المنطقة والقضاء على الإرهابيين إلى أن ينتهي وجودهم بشكل كامل، وبذلك ستكون القوات التركية قادرة على المسير نحو مركز بلدة عفرين، وفي هذه الأثناء سيتم تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق روجا وجنديرس التي يعتبر تطهيرها من الإرهابيين أمراً ليس بالسهل، وبما أن تركيا لن تتجاوز هذه المناطق وتغض النظر عنها فإن عملية غصن الزيتون ستستغرق وقتاً أطول، لكن يمكن القول إن تجاوز هذه المناطق سيفتح الطريق أمام القوات التركية للوصول إلى مركز عفرين.

وتأتي بعدها المرحلة الثالثة لعملية غصن الزيتون، وهي محاصرة بلدة عفرين من الخارج، يجب لفت الانتباه إلى أن تطبيق الحصار لن يستغرق مدة طويلة ولكن من المتوقّع أن ما بعد الحصار قد يستغرق مدة أطول، كما أن خروج المدنيين وهروب الإرهابيين سيؤدي إلى تسهيل هذه المرحلة، مما يحوّل هذه المرحلة إلى مسألة وقت فقط، وكما أكرر دائماً سيؤدي مرور الوقت إلى تحول الأوضاع لصالح تركيا وانهيار القوى المُحاصرَة.

وأخيراً تأتي المرحلة الرابعة وهي ما نسميها بـ "حرب المدينة" داخل بلدة عفرين، قد يبدو أن هذه المرحلة هي الأصعب بين سابقاتها، لكن نعيد ذكر أن القوات المسلحة التركية هي أحد الجيوش التي خاضت العديد من الحروب في المناطق السكنية، أي أنها ذات خبرة واسعة في هذا الخصوص، وخصوصاً أن القوات الخاصة التركية قد خاضت العديد من حروب المدينة في بعض المدن التركية مثل سور وجيزري، إضافةً إلى بلدة الباب في مدينة حلب السورية، لكن ذلك لا يغير حقيقة أن مثل هذه العمليات العسكرية تكون في غاية الصعوبة، ويجدر بالمعرفة أن هذه العمليات على الرغم من الخبرة الواسعة قد تؤدي إلى تكاليف كبيرة جداً.

يمكن القول إن عملية غصن الزيتون تجري وفقاً للخطة المجهّزة مسبقاً، وأتوقع أن يتم إيجاد الحل لمشاكل الاتصالات خلال الأسابيع المقبلة، إضافةً إلى إيجاد حل للمشاكل اللوجستية بعد أن اكتسبت عملية غصن الزيتون زخماً ونظاماً محدداً، أي إن الأمور تجري على ما يرام إلى الوقت الحاضر.

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس