ترك برس

في إطار عملية غصن الزيتون المستمرة بمنطقة عفرين السورية، أعلنت تركيا قبل أيام، ضبط صاروخ دفاع جوي حراري محمول من طراز "SA-18"، الأمر الذي أثار تساؤلات حول كيفية وصوله إلى "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK).

ويواصل الجيش التركي والجيش السوري الحر، منذ 20 يناير / كانون الثاني الماضي، عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمات الإرهابية شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أي أضرار.

وفي وقت سابق، قال موقع "NSO" المتخصص بنقل أخبار مناطق سيطرة الميليشيات الكردية، إن الولايات المتحدة زودت "الوحدات" بصواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف.

وبيّن الموقع أن الصواريخ عبرت من "كردستان العراق" مرورا بمناطق سيطرة النظام في ريف حلب، وصولا إلى عفرين، وأن الولايات المتحدة اشترطت على الوحدات عدم استخدامها إلا في حال تعرض مدينة عفرين لهجمات تركية.

الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، رأى خلال حديثه مع موقع "عربي21"، أنه حتى الآن لا توجد تفاصيل كافية لدى الجهات التركية حول الجهة التي تقف وراء تزويد الوحدات بهذه الصواريخ.

ولفت تركماني إلى السرية التامة التي تتعامل بها السلطات التركية مع هذا التطور، مؤكدا أنه تم بحث تداعياته الخطيرة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة بينهما.

وفي الوقت الذي قلل فيه تركماني من خطورة هذه الصواريخ على المقاتلات التركية من طراز "إف 16"، نظرا لقدرتها على تفادي ضربات هذه المنظومة الجوية المحمولة على الكتف، أشار إلى فعاليتها عند استخدامها ضد الحوامات والطائرات من دون طيار "درونز".

وبالعودة إلى الجهة المحتملة التي تقف وراء تزويد "الوحدات" بهذه الصواريخ، رجح تركماني ضلوع الولايات المتحدة أو روسيا في هذه العملية المرفوضة، قائلا إن "الوحدات تلقت الدعم من هاتين الدولتين".

وبشأن احتمال حصول الوحدات على هذه الصواريخ من السوق السوداء، رد تركماني قائلا: "معلوم أن تفكك الاتحاد السوفياتي نجم عنه انتشار تجارة هذه الصواريخ بطريقة غير شرعية".

واستدرك الخبير بالشأن التركي قائلا: "لكن معلوم أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على هذا السوق وهي تتحكم بكل تفاصيله".

وأشار في هذا الإطار إلى فشل كل جهود المعارضة السورية في الاستحواذ على مثل هذا السلاح منذ اندلاع الثورة السورية، رغم تعرض مناطقهم للدمار الواسع.

وأرجع ذلك الفشل إلى الفيتو الأمريكي على وصول الصواريخ المضادة للطائرات إلى الأراضي السورية، وذلك للحفاظ على التوازنات.

وبالبناء على ذلك لم يستبعد تركماني ظهور مثل هذه الصواريخ في مناطق سورية أخرى، من دون أن يوضح أكثر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!