أوزاي شندير – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

في الحقيقة تتلقى الضربات من الخلف..

لا أتحدث هنا عن الضربات في ميدان القتال، وإنما الضربات التي نتلقاها في الحقيقة من "حلفائنا". 

على سبيل المثال، الصاروخ المضاد للدبابات "ميلان"، وهو إنتاج ألماني فرنسي مشترك..

قدمت الحكومة الألمانية ثلاثين قطعة من هذا السلاح إلى قوات البيشمركة في شمال العراق. وكتبت مجلة دير شبيغل في 2015 إن هذه الأسلحة انتقلت إلى يد حزب العمال الكردستاني.

وبحسب خبير الشؤون الدفاعية التركي محمد آغار فإن الحزب الإرهابي يمتلك 150 قطعة من هذا السلاح. فهل من الممكن تفسير الفارق الكبير في العدد بأن الحزب اشترى هذه الصواريخ من تجار السلاح؟ 

بحسب خبراء متابعين، فإن هذا النوع من الأسلحة لا يمكن أن يصل إلى أي تاجر سلاح كان، وحتى ما يصل منها لا يمكن بيعه إلى أي جهة دون إعلام ألمانيا. 

فماذا يمكن أن يكون رد برلين، التي رفضت تحديث دبابات تركية بسبب عملية غصن الزيتون، على هذا التعليق؟ أم أن برلين لا تشعر بالإنزعاج حيال إصابة دبابات باعتها لحليف لها، على يد مجموعات إرهابية تستخدم سلاحًا من صنع ألمانيا؟

ليلة السبت الماضي نشر موقع "Anha" وهو من مؤسسات الدعاية التابعة لحزب العمال الكردستاني، مشهدًا ظهرت فيه مؤخرة أحد الأسلحة المضادة للدبابات، التي استخدمت في استهداف إحدى الدبابات التركية. ومن خلال هذا المشهد أُتيحت الفرصة لتحديد ما هية السلاح. الشيء الملفت للانتباه أن الموقع الرئيسي للدعاية للحزب الانفصالي نشر المشهد نفسه لكن دون أن يظهر السلاح المذكور فيه.

فما السبب يا ترى؟

يبدو أنه بات من الضروري إضافة صواريخ تاو أمريكية الصنع، وكونكروس روسية الصنع، والصواريخ الصينية إلى صواريخ ميلان.

من المعروف أيضًا أن الولايات المتحدة اشترت الأسلحة الروسية من بلدان حلف وارسو السابق، ومنحتها إلى حزب العمال الكردستاني. 

يقف في مواجهتنا تنظيم إرهابي مقر قناته التلفزيونية في سلوفينيا، وموقع الدعاية الخاص به في هولندا، وتنتشر الجمعيات التي تؤمن له الدعم المالي والبشري في فرنسا وألمانيا. 

الأمر الأكثر هزلية أو خزيًا هو أن جميع هذه الدول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.

ستواصل تركيا كفاحها لوحدها، حتى وإن استمر حلفاؤها بطعنها من الخلف..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس