مليح ألتينوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

أُسقطت مقاتلة روسية من طراز سوخوي 25 في إدلب، نهاية الأسبوع الماضي. تمكن الطيار من القفز بالمظلة قبل تحطم الطائرة، إلا أنه قُتل في اشتباك دار عند نزوله الأرض، بحسب ما تناقلته وكالات الأنباء.

تبنى تنظيم هيئة تحرير الشام الهجوم.

لكن كما تعلمون، فإن تبني الهجمات في معظم الأحيان ليس مؤشرًا على الفاعل الحقيقي.. إنما هو مجرد معطى عن هوية المنفذ. لأن مثل هذه الهجمات في المنطقة تُنفذ "بالوكالة".

روسيا تدرك هذه الناحية.

 مساعد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما يوري شفيتكي أدلى بتصريح يشير إلى هذا الإدراك، حيث قال:

"لم يكونوا يمتلكون حتى اليوم أنظمة دفاع جوي محمولة (مانباد). من الواضح أن البلدان الأجنبية قدمتها لهم. نحتاج إلى إجراء تحقيق من أجل معرفة مصدر هذا السلاح".

 أنظمة الدفاع الجوي المحمولة هي تكنولوجيا أمريكية. وترامب أقر مشروع قرار أعده الكونغرس في يونيو/ حزيران 2017، بخصوص منح هذه الأنظمة للمعارضة السورية.

كما أن الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى وحدات حماية الشعب على متن آلاف الشاحنات، كانت تتضمن أنظمة دفاع جوي محمولة ذات التكنولوجيا الحديثة.

نعم من الواضح من هو الذي يتوجب على بلدان المنطقة مكافحته بشكل مشترك، وليس الانشغال بالأهداف التي تضعها الولايات المتحدة أمامها.

الهدف الآن هو إغلاق المجال الجوي السوري أمام روسيا من أجل إخراج تركيا من عفرين. لكن الهدف العام في هذه المرحلة هو ضرب المنطقة برمتها، ولا يهم من يتعرض للهجوم سواء أكان روسيا أم تركيا أم إيران..

وماذا عن مضادات الدبابات الروسية؟ 

نعم، نقول إن على بلدان المنطقة أن تؤسس فيما بينها تحالفات مشروعة في مواجهة الولايات المتحدة، التي تمأسس الإرهاب، لكن بالطبع دون الوقوع في الخطأ الذي ترتكبه..

بمعنى أنه خلال محاربة إرهابيي الولايات المتحدة من جهة، يجب عدم تزويد إرهابيين آخرين بالأسلحة الحديثة من جهة أخرى..

قبل أيام سقط خمسة شهداء في هجوم لحزب العمال الكردستاني. المصادر العسكرية التي تحدثت إليها تقول إن الإرهابيين استخدموا في الهجوم مضادات للدبابات من صنع روسي (كونكورس).

الإرهاب لا يقضي عليه إرهابيون يستخدمهم طرف ما، وإنما الدول المشروعة. 

سنعاني من الهجمات في الفترة القادمة

تقول المصادر المحلية إن عدد القذاف الصاروخية التي تستهدف تركيا من منطقة عفرين أكثر مما تعلن عنه نشرات الأخبار. من المحتمل أنه لم يتم التطرق لها بسبب عدم إحداثها خسائر.

ويشير عناصر الأمن المشاركون في العمليات بالمنطقة إلى أن مجموعات إرهابية متحركة تتجول في مناطق عفرين المتاخمة للحدود التركية هي من تنفذ الهجمات. أي أنه من الصعب تحديد موقعها وعرقلتها.

ولهذا من الواضح أننا سوف نكون عرضة لهجمات إرهابية لفترة قادمة طوال عملية غصن الزيتون. وقرار تمديد العطلة الانتصافية في محافظتي كيليس وهطاي كان في محله. 

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس