ترك برس

استعرض رئيس الشؤون الدينية التركي الدكتور علي إرباش، تجربة بلاده في مجال التعليم الديني في ظل النقلة النوعية التي أحرزتها لمؤسسات هذا القطاع، موضحاً أن الهدف من هذا التعليم، هو صياغة فكرة عن الحضارة الإسلامية ومكتسباتها لدى الطالب، وتكوين فكرة عن مراحل تطور وتشكل هذه الحضارة ونظرتها تجاه الإنسان.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها إرباش، حول التجربة التركية في مجال التعليم الديني، في مقر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالرياض التي يتواجد فيها ضمن زيارة رسمية، بحسب موقع "مباشر نيوز" السعودي.

وقال إرباش إن المسلمين تناولوا العلم بمقاربة تأخذ بالحسبان مسائل العصر دون انتزاعها من الحياة وحقائقها الاجتماعية، واستخدموها لأمن الإنسانية ورفاهيتها، لا من أجل القوة والنفوذ، كما أن المسلمين لم يفرقوا قط العلوم إلى إسلامية وغير إسلامية كما يحصل في يومنا هذا، ولم يتردد المسلمون يومًا في مواجهة تراكمات الإنسانية القديمة بوعي وثقة، ولم يتهربوا من المقارنة بين تراكمات حضارات الروم والفرس والهند وغيرها، واستطاعوا أن يتغلبوا على تحديات الثقافات الأخرى، بل استطاعوا أن يصهروها في بوتقة الوحي واستوعبوها.

وحول المؤسسات والهيئات العلمية والدعوية، والتعليم الديني ومناهجه في تركيا، استعرض إرباش تاريخها ورسالتها في خدمة العمل الإسلامي، وقدم تلخيصا للأهداف الأساسية من المناهج الدراسية في كليات الإلهيات وفي مقدمتها: صياغة فكرة عن الحضارة الإسلامية ومكتسباتها لدى الطالب، وكذلك تكوين هذه الحضارة وكيف تكونت، وما هي رؤية الحضارة الإسلامية للإنسان وعمله في الكون، لافتا إلى أن رئاسة الشؤون الدينية تشرف على التعليم المنتشر في المساجد والمراكز.

وقدم شرحاً مفصلا لأنواع ودرجات التعليم الديني في تركيا من معاهد الأئمة والخطباء، وكليات الإلهيات التي تزيد على مئة كلية، ومعاهد لتخريج المفتين، مبينًا أن عدد معاهد تحفيظ القرآن في عموم البلاد يتراوح بين 25 إلى 30 ألف معهد لتحفيظ القرآن، وفي بعض المعاهد يصل عدد الطلبة إلى عشرة آلاف طالب، وفي هذه المعاهد يدرَّس القرآن وعلومه، ومواد العقيدة والفقه والسيرة، مشيرًا إلى أن عدد المدرسين في هذه المعاهد يزيد على 40 ألف مدرس.

وأضاف "إرباش" أن رئاسة الشؤون الدينية التركية خارج البلاد، تمتلك عشرات المكاتب والملحقيات الدينية، وأن الموظفين فيها من الأئمة والمعلمين والمستشارين يصلون إلى ثلاثة آلاف شخص تقريبا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!