كيرستين لايتل - صحيفة هاندلسبلات - ترجمة وتحرير ترك برس

تشتهر كل من إسبانيا وتركيا بشواطئهما الجميلة وأكلاتهما اللذيذة. في هذا الإطار، يعتبر منظم الرحلات في شركة "توماس كوك" مضيق البوسفور بمثابة مصدر للربح الوفير.

في الوقت الراهن، تعيش مدينة لندن موجة برد قاسية، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها نتيجة هبوب الرياح الباردة. ولعل هذا ما يفسر إعجاب المدير التنفيذي للشركة السياحية "توماس كوك"، بيتر فرانكهاوزر، بالشواطئ الجميلة في تركيا. ويعزى إعجاب السويسري فرانكهاوزر، الذي يشرف على هذه الشركة السياحية منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، بشوطئ تركيا، إلى الأرباح التي تحققها شركته هناك.

منذ سنوات، تصدرت إسبانيا قائمة الوجهات السياحية المفضلة بفارق شاسع عن ألمانيا والمملكة المتحدة، وذلك نظرا للاضطرابات السياسية التي تشهدها العديد من الدول المشمسة، على غرار تركيا وتونس. وبمجرد ارتفاع الحجوزات في إسبانيا، بادر أصحاب النزل بالترفيع في الأسعار، الأمر الذي أثر على أرباح العديد من الشركات السياحية على غرار توماس كوك.

خلال مؤتمر صحفي، أفاد فرانكهاوزر بأن "أرباح شركة "توماس كوك" الاجمالية بلغت إلى حدود شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حوالي 678  جنيها إسترلينيا. في المقابل، انخفض هامش الربح الإجمالي بنسبة 21.8 بالمائة. ورغم تحسن الأوضاع في إسبانيا، إلا أن أسعار النزل لم تعد إلى مستواها الطبيعي، ما يعني أن هامش ربح الشركة لن يزيد.

بناء على ذلك، بات العديد من المسؤولين في القطاع السياحي يعملون على الترويج لوجهات سياحية أخرى، على رأسها تركيا ومصر وتونس. في هذا السياق، أورد فرانكهاوزر أن "الموسم السياحي المقبل سيكون واعدا لاسيما أن نسبة الحجوزات ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالسنة الفارطة. فقد بلغت نسبة الإقبال على العروض السياحية 34 بالمائة. في الأثناء، ارتفع عدد الحجوزات في اتجاه كل من تركيا ومصر واليونان، وسنستأنف رحلاتنا إلى تونس. خلافا لذلك، سينخفض الإقبال على إسبانيا بعد أن بلغ أوجه خلال السنوات الثلاث الأخيرة".

وفق بعض المصادر الرسمية، زادت معدلات إنفاق المواطن الألماني على العطلة الصيفية. ففي السنة المنقضية، أنفق المواطنون الألمان حوالي 14 مليار يورو في عطلهم الصيفية. ووفق معهد"جي إف كاي" لأبحاث السوق، حقق منظمو الرحلات خلال السنة الماضية أرباحا تفوق تلك التي حققوها خلال سنة 2016 بنسبة اثنان بالمائة. ففي سنة 2016، تراجعت مرابيح الشركات السياحية بنسبة خمسة بالمائة نظرا للعمليات الإرهابية التي شهدتها العديد من الدول السياحية، بالإضافة إلى المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.

حسب تصريحات فرانكهاوزر، لم يثن خروج المملكة المتحدة وروبيةأدمتمن الاتحاد الأوروبي البريطانيين عن التخطيط لقضاء العطلة الصيفية. في هذا السياق، أكد المدير التنفيذي لشركة "توماس كوك، "أنا واثق من أن الحكومة البريطانية ستعمل على حل المشاكل التي ستمر بها البلاد في حال انسحبت من المجموعة الأوروبية. في الوقت نفسه، أرحب بالمرحلة الانتقالية، التي طالبت بها العديد من الشركات السياحية في حال غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي".

خلال الربع الأول من السنة الماضية، زادت أرباح شركة "توماس كوك" بنسبة سبعة بالمئة لتبلغ حوالي 1.7 مليار جنيه إسترليني. على هذا الأساس، تبين أن خسائر الشركة تقلصت بحوالي 10 ملايين جنيه إسترليني. من جهتها، حققت شركة الطيران الألمانية "كوندور" خلال الربع الأخير من السنة الماضية أرباحا طائلة، حيث بلغ عدد المسافرين الذين يسافرون على متن الطائرات التابعة لهذه الشركة، 35 مليون شخصا، أي بزيادة قدرت بنسبة خمسة بالمئة مقارنة بسنة 2016.

أما بالنسبة للموسم الصيفي المقبل، فمن المنتظر أن يزيد عدد مقاعد الطائرات التابعة لشركة "كوندور" بنسبة 10 بالمائة. كما يمكن أن تستخدم هذه الشركة طائرات تابعة لشركة "طيران برلين". ووفقا لشركة "توماس كوك"، قد تستأجر شركة "كوندور" طائرات من شركات طيران أخرى. ومن جانب آخر، أعلنت شركة "توماس كوك" عن احتمال استخدام بعض الطائرات التابعة لشركة "نيكي" النمساوية للطيران، علما وأنها لم تشارك في عملية بيع أصول هذه الشركة النمساوية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس