ترك برس

قال الكاتب الصحفي والمحلل التركي فخر الدين ألتون، إن عناصر تنظيم "ي ب ك" الذين تعتزم الولايات المتحدة تدريبهم وتسليحهم شمالي سوريا، سيتم استخدامهم مستقبلاً ضد تركيا، مشيراً إلى صوابية قرار الدولة التركية في إطلاق عملية غصن الزيتون على منطقة عفرين.

جاء ذلك في مقال للكاتب نشرته صحيفة "صباح" التركية، تطرق فيه إلى زيارة ماكماستر مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي ترامب، ووزير خارجيته تيلرسون، إلى تركيا، والمواضيع المطروحة أو التي طرحت على طاولة مباحثاتهما مع المسؤولين الأتراك، فضلاً عن عملية غصن الزيتون التي أطلقتها تركيا في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، في منطقة عفرين، وتأثيرات استهداف الجيش التركي لعناصر "ي ب ك/ب ي د" هناك.

ورأى الكاتب أن إعلان واشنطن اعتزامها إنشاء قوة أمن حدودية شمالي سوريا، مكونة من 30 ألف من عناصر تنظيم "ي ب ك/بي كي كي"، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى تركيا. حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب هذه التصريحات الأمريكية هذه، عن عزم تركيا إفشال هذه الخطة، وأعطى الأوامر ببدء عملية غصن الزيتون.

ووفقاً للكاتب التركي، فإن عفرين ورغم أنها لا تحوي فعلياً جنودًا أمريكيين أو منشآت تابعة لهم، إلا أنها "تعدّ نقطة استراتيجية بالنسبة لتنظيم "بي كي كي"، أي بالنسبة للحليف الأساسي للولايات المتحدة في سوريا"، موضحاً أنه لهذا السبب بالتحديد رأى أردوغان وجوب اتخاذ خطوة العملية العسكرية الحالية لعرقلة تطويق تركيا عبر ممر إرهابي، وهذا ما فعله عبر إطلاق العملية العسكرية في عفرين.

ويضيف "ألتون" أن الأمريكان وعقب ملاحظتهم التقدم التركي في عفرين بعد أن كانوا لا يتوقعون نجاح العملية، يحاولون إدارة التطورات الحالية على الأرض، بشكل يكون لصالحهم.

وفيما يتعلق بالزيارة التي قام بها ماكماستر إلى تركيا نهاية الأسبوع الماضي، والزيارة المرتقبة لتيلرسون غداً الخميس، قال "ألتون" إن كلتا الشخصيتين تعملان على تحديد العمليات العسكرية التركية في سوريا، وتنويان تأمين إيقاف تركيا وتراجعها عن استمرار العملية.

يؤكد الخبير التركي أن القطار فات الأمريكان، وأن العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في سوريا، ليست أمراً اختيارياً، بل حتمياً، وأن الأمن القومي لتركيا، وسلمها الاجتماعي، ونموها الاقتصادي واستقرارها السياسي، مرتبطة بهذه العملية، أي أنها مسألة وجود وبقاء لها.

وبعد ذكره تخصيص واشنطن هذا العام 500 مليون دولار من ميزانيتها من أجل تدريب وتنمية تنظيم "ي ب ك"، يتساءل الكاتب قائلاً: "لكن الإرهابيين الذين سيتم تدريبهم وتسليحهم، في وجه من سيطلقون رصاصاتهم وفي وجه من سيفجّرون قنابلهم؟ هل في وجه "داعش" الذي انتهى ولم يبق منه شيء؟"، ليجيب بـ" كلا!، بل إنهم سيواجهون تركيا بتلك الأسلحة ويستهدفونها."

ويختتم "ألتون" مقاله بالقول إن تركيا دولة قادرة على تحديد الأولويات التي تهدد أمنها القومي، وأنه لا يحق للولايات المتحدة توجيه تركيا إلى ما هو تهديد بالنسبة لها، وما هو ليس بتهديد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!