ترك برس

قال الأمين العام لـ"تيار المستقبل" في لبنان، أحمد الحريري، إن تركيا أصبحت من ضمن اللاعبين الإقليميين الكبار والمؤثرين في العالم من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وخلال مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية، أشار الحريري إلى أن العلاقات بين تركيا ولبنان "متجذرة عبر التاريخ القديم والحديث"، وأن "زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تركيا، أواخر الشهر الماضي، هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية، لما فيه مصلحة البلدين والمنطقة ككل".

وأضاف الحريري أن "الزيارة هدفت أيضا إلى استطلاع الأوضاع الإقليمية، وخاصة الحرب السورية، لما لتركيا من مكانة ودور في حل هذه الأزمة (القائمة منذ عام 2011)". وشدد على أن "تركيا لاعب رئيس في القضية السورية، عبر مؤتمر سوتشي ومؤتمر جنيف اللذين يبحثان في حل الأزمة السورية".

وأوضح أن "تيار المستقبل كحزب سياسي في لبنان على علاقة صداقة مع حزب العدالة والتنمية (الحاكم) في تركيا، والهدف من هذه العلاقة هو هي تبادل الخبرات والتعميق أكثر في التجربة التركية، خاصة من الناحية الاقتصادية".

يأتي ذلك بعد تقارير إعلامية تحدثت عن أن المملكة العربية السعودية "لا تنظر بعين الرضا" إلى الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، إلى تركيا.

وكان موقع "إيلاف" السعودي نشر تقريرًا بعنوان "هل تخلى رئيس حكومة لبنان عن المملكة؟" وجاء في التقرير أن "السعودية لا تنظر بعين الرضا إلى الحريري وتحركاته الأخيرة". وأضاف الموقع أن المطلعين على الشأن اللبناني رصدوا أن الحريري يتجه نحو الخيار التركي ويبتعد عن المملكة".

وتابع الموقع بالقول إن "زيارة الحريري إلى تركيا، التي لم تكن فقط للتنسيق ومساندة لبنان، إنما جاءت في إطار التموضع السني اللبناني في حضن تركيا الإخوانية". ونقل الموقع عن مصدر قوله إن "مسؤولا سعوديا اتصل بوزير لبناني، وأبلغه بأن هرولة الحريري إلى تركيا ستكلّفه ثمنا باهظا، لأن المملكة لم تقصّر معه ومع لبنان بكل أطيافه في شيء".

لكن مصدرًا مسؤولًا في وزارة الخارجية السعودية، قال في بيان، إن الأخبار التي نشرتها بعض المواقع الإلكترونية حول انزعاج المملكة من زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى تركيا، لا صحة له جملة وتفصيلا.

وكان سعد الحريري أعلن عقب زيارته لتركيا واجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته بن علي يلدريم قال إنه طلب "دعم الحكومة التركية لمشروعيّ تعزيز الجيش والقوى الامنية وخطة الاستثمار في البنى التحتية، وتشجِيعها للقطاع الخاص التركي للمشاركة في خطة الاستثمار التي نتوقع أن يشارك القطاع الخاص بنسبة الثلث تقريبا في تمويلها".

من جهة أخرى، شدد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" على أن "ما قام به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، منذ 2002 (عام وصول العدالة والتنمية إلى الحكم) وحتى اليوم نقل تركيا من مكانة اقتصادية إلى مكانة أخرى في العالم، وأصبحت من ضمن اللاعبين الإقليميين الكبار والمؤثرين في العالم من الناحيتين الاقتصادية والسياسية".

وبخصوص الأزمة في سوريا، جارة لبنان، قال الحريري إن "لبنان بشكل عام، وتيار المستقبل خاصة، ملتزم بسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية داخليا".

وتابع أن "التيار يترك للدول، التي تشارك في الأزمة السورية بشكل مباشر، تقدير الأخطار التي تواجهها وتهدد أمنها القومي، وتتحرك على أساسها". ومضى قائلا إن "الجانب التركي لديه مخاوف جدية من إنشاء (الإرهابيين) دولة على حدوده، وهذه المخاوف ليست جديدة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!