سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما اندلعت أولى شرارات الثورة ضد نظام الأسد في سوريا لم يكن الكثيرون يتوقعون أن تتحول البلاد إلى أتون مستعر، وأن تمتد النيران لتستمر على مدى سنين.

ومع مرور الوقت، لم تقع سوريا في جحيم حرب دامية لا هوادة فيها فحسب، بل إنها تحولت إلى مسرح لتنافس وصراع العديد من القوى الإقلبيمية والعالمية.

أدى سير الأحداث إلى فتح الكثير من الجبهات، وإلى حدوث فوضى لم يعد يتضح معها من يقف إلى جانب من، أو من يجابه من.

عندما نزل الناس إلى الشوارع في سوريا مع موجة الربيع العربي كان هناك جبهة واحدة، تواجه فيها نظام الأسد والمعارضة. ولم يمض وقت طويل حتى تعددت المجموعات المعارضة وفتحت جبهات جديدة، وأخذت القوى الخارجية مكانها وراء الستار..

وبينما كانت المعارضة تقاتل النظام ظهر تنظيم داعش ومعه فُتحت جبهة جديدة. أمسكت القوى الإقليمية والعالمية بزمام المبادرة عبر "حرب بالوكالة".

بعد تلقي داعش ضربة قاضية واصل النظام السوري وداعميه من الخارج الحرب على عدة جبهات مع المجموعات الراديكالية كالنصرة.

أولويات تركيا

تشكلت جبهات جديدة في سوريا في الآونة الأخيرة وفقًا لمصالح وأولويات القوى الداخلية والخارجية في البلاد. وتتخذ القوى النافذة، ما بين روسيا والولايات المتحدة وإيران وحزب الله، مواقف محددة داخل أو خارج هذه الحرب.

من جانبها، فتحت تركيا أيضًا جبهة جديدة في سوريا من خلال عملية درع الفرات، ومن بعدها غصن الزيتون. يكافح الجيش التركي على هذه الجبهة وحدات حماية الشعب، ذراع بي كا كا في سوريا، بهدف حماية أمن بلاده.

وقفت موسكو إلى جانب أنقرة، في معركتها هذه، رغم مساعيها لحماية نظام الأسد. وفي المقابل دعمت الولايات المتحدة، الحليف السابق لأنقرة، وحدات حماية الشعب في مواجهة تركيا.

طبول الحرب

ومؤخرًا، أخذت تتشكل جبهة جديدة، إلى جانب الجبهات الموجودة في سوريا. فقد بدأت إسرائيل، التي لم تتورط حتى اليوم بأحداث سوريا، بالظهور على المسرح.

السبت الماضي أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية مسيرة دخلت أجواءها، وقصفت بعض المواقع العسكرية في الأراضي السورية. لكن الأمور تصاعدت ونشب توتر جديد في هذه الجبهة مع إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16.

وهكذا شهد المسرح السوري للمرة الأولى رسميًّا اشتباكًا ما بين إيران وإسرائيل. فهل تتوسع دائرة التوتر لتتحول إلى حرب إقليمية؟ حتى وإن لم يحدث ذلك، يبدو أن التحركات والتوترات على هذه الجبهة الجديدة في سوريا سوف تستمر.

وبالنتيجة، مع كل هذه الجبهات يبدو أن السلام والسكينة حلم بعيد المنال عن سوريا..

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس