ترك برس

تعليقا على الزيارة الحالية لوزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى أنقرة، اعتبر مراقبون أتراك أن العلاقات الأمريكية التركية وصلت إلى أدنى مستوى لها، بسبب استمرار الدعم الأمريكي للتنظيمات المرتبطة بتنظيم "بي كي كي" في شمال سوريا، مشيرين إلى إن أنقرة قادرة على الرد المناسب، ما لم تستجب واشنطن للمطالب التركية.

وقال حسين كوجابييك عضو البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وعضو لجنة الدفاع في البرلمان، لوكالة سبوتنيك، إن تركيا ستخبر الوزير الأمريكي بأن صبرها قد نفد، وأن على الولايات المتحدة أن تتصرف كحليف في حلف الناتو، وإلا فإنها ستتحمل مسؤولية ما يقع من أحداث.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد وصف علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بأنها وصلت إلى نقطة حرجة للغاية، فإما أن يتم إصلاحها أو أنها ستسوء تماما.

ووفقا للبرلماني التركي فإن قضية منبج كانت على رأس القضايا التي أثارها الجانب التركي خلال لقاء الوزير الأمريكي في أنقرة، وأن تركيا كررت مطلبها بضرورة أن تسترد الولايات المتحدة الأسلحة التي والمساعدات العسكرية التي قدمتها لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب.  

وقال كوجاييك إن من الصعب التنبؤ بنتائج الاجتماع الأمريكي التركي، لكنه سيؤدي إلى نتائج ملموسة إيجابية أو سلبية.

وفي تعليقه على تصريح الرئيس التركي أردوغان الذي هدد فيه بتوجيه "صفعة عثمانية" للقوات الأمريكية بعد تحذير أمريكي من استهداف قواتها في منبج، قال البرلماني التركي إن كلمات الرئيس رمزية ولها دلالة عميقة جدا، وقد أعربت تركيا عن تصميمها القاطع على القضاء على التهديد الذي يتعرض له أمنها القومي.

وأضاف كوجاييك أن سيناريو المواجهة العسكرية مع واشنطن غير مرغوب فيه بالنسبة لتركيا، "ولكن علينا ألا ننسى  أن التفوق الأخلاقي سيكون إلى جانب تركيا، لأن الإجراءات الأمريكية تحدث على أراض خارجية تهدد السلامة الإقليمية لدولة صديقة وحليفة لها."

من جانبه أكد المحلل السياسي التركي أحمد جينجيهان بابيش من المركز التركي للعلاقات الدولية والتحليل الاستراتيجي، أن واشنطن أخفقت في الوفاء بوعدها بعدم التقدم باتجاه غرب نهر الفرات.

وأشار بابيش إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها الأكراد يدينون بالكثير من نجاحهم على الأرض وخصوصا في منبج إلى قاعدة رادار كوريجيك، و قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا. وقال المحلل السياسي لـ"سبوتنيك": "لذلك، إذا لم تف الولايات المتحدة بوعودها، فستكون تركيا قادرة على الرد بشكل مناسب".

ولفت بابيش إلى السياسة المتناقضة للولايات المتحدة، ففي حين صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق بأن المنطقة قد تم تطهيرها تماما من مقاتلي داعش، تحدث وزير الخارجية تيلرسون في جامعة ستانفورد في 17 يناير/ كانون الثاني، عن أن الولايات المتحدة تعتزم البقاء في سوريا حتى بعد هزيمة داعش، حتى تضمن عدم سيطرة إيران وبشار الأسد على المناطق التي حررتها القوات المدعومة من الولايات المتحدة.

وردا على ادعاء واشنطن بأن عملية غصن الزيتون التركية في عفرين تقوض جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، قال بابيش إن الوضع على العكس تماما، حيث تقيم وحدات حماية الشعب قواعدها في الأراضي التي تسكنها أغلبية عربية، وفي هذا السياق، تساهم عملية غصن الزيتون في استقرار المنطقة.

وطرح المحلل التركي ثلاث خيارات محتملة ستعرضها واشنطن على الأتراك بخصوص منبج: الأول هو أن تغادر الولايات المتحدة منبج مقابل ضمانات لمواقع وحدات حماية الشعب في الأراضي الواقعة شرق نهر الفرات، والثاني إنشاء إدارة مؤقتة في منبج، يكون لوحدات حماية الشعب دور ثانوي فيها، والخيار الثالث، وفقا للمحلل، سيكون محاولة الولايات المتحدة جلب تركيا ووحدات حماية الشعب إلى طاولة المفاوضات، ولكن أيا من هذه الخيارات لن يرضي تركيا.

وخلص المحلل التركي إلى إن الولايات المتحدة ليس لديها شريك بديل  لتركيا فى المنطقة نظرا لموقعها الجغرافى الفريد وجيشها الذى يعد ثاني أكبر شريك فى الناتو. وأضاف أن تيلرسون قد يناقش مسألة بحث واشنطن عن حليف بديل لتركيا، مضيفا أن هناك شائعات حول احتمال أن يكون الأردن هو هذا الشريك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!