ترك برس

رأى خبراء ومحللون عسكريون أن إنشاء تركيا نقاط مراقبة في الأراضي السورية، ضمن مباحثات أستانا، يخدم الثورة السورية وحاضنتها الشعبية، لأن هذه النقاط تحافظ على مناطق وتخفف التصعيد وتجعلها شبه آمنة للمدنيين.

وأمس الخميس، أنشأت القوات المسلحة التركية، نقطة المراقبة السادسة في منطقة "الصرمان" التابعة لمحافظة إدلب السورية (شمال غرب)، تنفيذا لاتفاق أستانا لمراقبة منطقة خفض التوتر.

وقالت رئاسة الأركان التركية إن منطقة خفض التوتر في إدلب جرى تأسيسها في إطار محادثات أستانا، من أجل وقف إطلاق النار في سوريا، ومراقبة تطبيقه وضمان استمراره، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وتوفير الظروف الملائمة لعودة النازحين.

ومنتصف سبتمبر / أيلول الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران)، توصلها إلى اتفاق بشان إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب.

وفي إطار الاتفاق تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب) ضمن "مناطق خفض التوتر"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب (شمال)، وحماة (وسط)، واللاذقية (غرب).

ومنذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، تواصل القوات المسلحة التركية تحصين مواقع نقاط المراقبة على خط إدلب ـ عفرين، بهدف مراقبة "منطقة خفض التوتر" في إدلب.

ويقول العقيد فاتح حسون، رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة العسكري إلى مفاوضات أستانة، إن "إقامة نقاط المراقبة ليست لخدمة اتفاقيات أستانة، بل هي ضمن سياقها".

وأضاف حسون، وفق صحيفة "العربي الجديد"، أن نقاط المراقبة "تخدم الثورة السورية، وحاضنتها الشعبية، إذ تحافظ على مناطق، وتخفف التصعيد وتجعلها شبه آمنة للمدنيين".

ورأى حسون أن اتفاقات أستانة لم تنهر بالمطلق، مضيفاً: "في حال توقفت القوات التركية عن الانتشار في نقاط جديدة أو انسحبت من نقاط سابقة، تكون الاتفاقات انهارت، أما ما يحدث حالياً فهو بدء انهيار للاتفاقيات، قد يتوقف في حال حدوث ضغط دولي يحول دون ذلك".

وأشار حسون في سياق حديثه، إلى منطقة خفض التصعيد الثالثة التي تشمل ريف حمص الشمالي، قائلاً "ما زالت التهديدات الروسية تُرسل متضمنة أن المنطقة ستخرج عن اتفاقية خفض التصعيد بطلب من النظام، إذ لا يرغب بتجديد الاتفاق".

وأوضح حسون أن المنطقة "لم تشهد تخفيضاً للتصعيد كما كان يجب أن يكون"، مضيفاً: "الفصائل العسكرية في ريف حمص الشمالي مستعدة لرد العدوان كما فعلت سابقاً عشرات المرات، ولكن في حال التزام النظام بالاتفاقية فستبقى هذه الفصائل ملتزمة".

وأشار حسون إلى أنه "في منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب ومحيطها) الوضع متأزم"، مضيفاً: "لا يوجد التزام من باقي الأطراف غير الثورية بالاتفاق، ومِمَّا يساعد على التهدئة استكمال انتشار القوات التركية في النقاط المحددة".

من جهته، أشار المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور، إلى أنه "من الملاحظ أن حدة التصعيد تنخفض كثيراً في المناطق التي يتمركز فيها الجيش التركي"، لافتاً إلى توقف القصف على شرقي مدينة سراقب منذ تمركز الجيش التركي فيها.

ورأى بكور أن نقاط المراقبة التركية تخدم الاستقرار في شمال غربي سورية "بشكل مؤقت بما يخص القصف والمواجهات العسكرية فقط".

واعتبر أن "محاولات النظام والروس لزعزعة الوضع الأمني في المناطق المحررة لن تتوقف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!