ترك برس

كشف تقرير لصحيفة "القبس" الإلكترونية، نقلًا عن مصدر تركي رفيع المستوى، عدم صحّة التقارير التي زعمت بأن إيران حذّرت تركيا من دعم عسكري روسي للميليشيات الكردية في منطقة "عفرين"، ومن محاولات رامية لإيقاع أنقرة في مستنقع.

ووفقًا للصحيفة الكويتية، فقد اتّهم تقرير لموقع المونيتور روسيا بتقديم دعم عسكري مبطّن للميليشيات الكرديّة في عفرين ضد القوات المسلّحة التركية التي تنفّذ عملية "غصن الزيتون".

وأشار التقرير استناداً إلى معلومات قال إنّها مستقاة من مصدر عسكري في محيط مدينة عفرين أنّ موسكو نقلت مسلّحين أكراداً من الحسكة والقامشلي إلى المدينة التي تسيطر عليها الميليشيات الكرديّة أقصى شمال غربي سوريا، مضيفًا أنّه سيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف حصل الأكراد على الصواريخ المضادة للدبابات.

ونقل تقرير المونيتور عن مسؤول إيراني رفض الكشف عن اسمه أنّ طهران نصحت أنقرة أن تكون حذرة من أن يتم جرّها الى مدينة عفرين.

المسؤول الإيراني أبلغ المونيتور أنّ وجهة نظر إيران إزاء الموضوع تقوم على أنّ للمقاتلين الأكراد خطوط إمداد، وأنّ جهات عدّة قد ترغب في رؤية تركيا تغرق في المستنقع، وعليه فمن الأفضل أن يتم احتواء المغامرة.

وأضاف أنّ طهران مقتنعة بأنّ المقاتلين الأكراد في عفرين لا يتصرّفون على هواهم وأنّهم يتلقّون دعماً سخيّاً ومساعدات من جهات عدّة.

وبحب "القبس"، نفى مصدر تركي رفيع المستوى صحّة المعلومات التي ساقها تقرير المونيتور عن فحوى ما نقله المسؤولون الإيرانيون الى الجانب التركي، مؤكّداً أنّ أيّاً من النصائح التي نسبها التقرير إلى المسؤول الإيراني لم يُنقل الى تركيا.

وكشف المسؤول المطّلع على تفاصيل اللقاءات التي تجمع بين المسؤولين الأتراك ونظرائهم الإيرانيين عن أنّ طهران أجرت اتصالات غير علنيّة مع الميليشيات الكرديّة في عفرين.

وبيّن أنّ إيران نقلت الى الجانب التركي اقتراحاً يقضي بسيطرة الأسد على المنطقة والحدود الفاصلة مع تركيا، إلا أنّ المسؤولين الأتراك رفضوا هذه الفكرة، وحذّروا طهران من أنّ تسلُّم نظام الأسد لأيّ أماكن على حدودها لا يطمئنها ولن يوفّر لها الحماية نظراً لتاريخه الطويل في توظيف الميليشيات الكرديّة، وأنّ الوقت قد حان لتأمين تركيا لحدودها بنفسها.

وفي تعليق على ما نقله مصدر عسكري للمونيتور عن دعم روسي للميليشيات الكردية في عفرين، أشار مصدر عسكري الى انّ الدعم الذي تتلقاه الميليشيات الكرديّة جاء في الغالب من الجانب الايراني وليس الروسي.

وأكّد المصدر العسكري، بحسب القبس، قيام ميليشيات شيعية موالية لإيراني وتتمركز في مدينتي نبّل والزهراء بتقديم دعم لوجستي إلى الميليشيات الكردية المشاركة في القتال الى جانبهم، مضيفاً انّ المجاميع الشيعية الموالية لإيران كانت مدججة بالأسلحة المضادة للدروع والدبابات، وان النظام السوري ساهم كذلك في وصول الدعم والامداد للميليشيات الكردية.

وأضاف أنّ الجانب التركي نبّه إيران من مخاطر اللعبة المزدوجة بطريقة غير مباشرة، وأنّ الرحلة السريعة التي جرى ترتيبها على عجالة لوزير الخارجية التركية مولود تشاويش اوغلو الى طهران ولقائه كلاً من رئيس الجمهورية حسن روحاني ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف تضمّنت هذه الرسالة مصحوبة بتحذير من تصعيد أدوات إيران ضد القوات التركيّة.

تعليقًا على هذا الأمر، رأى محلل الشؤون التركية في الصحيفة الكويتية "علي باكير"، أنّ تقرير المونيتور معد بعناية بالغة وهو يوحي بأنّه مقدّم بالنيابة عن إيران لخلق شرخ بين الجانبين التركي والروسي.

وأضاف باكير أنّ "الرواية التي قدّمها غير متماسكة، ولا أعتقد انّها صحيحة بالنظر الى كم الوقائع التي تتناقض معها على الأرض، فضلاً عن تناقضها مع الأسلوب المتّبع من قبل إيران في مثل هذه الحالات".

ورأى باكير أنّ المعلومات التي قدّمها المصدر التركي "تكشف عن تنافس قوي خلف الكواليس بين طهران وموسكو في مساعي كل منهما لزيادة حجم تأثيره ونفوذه في كل من الميليشيات الكرديّة ونظام الأسد".

وقال "لا يمكن استبعاد أن تقوم موسكو بدعم الميليشيات الكردية بشكل مطلق، لكن لطهران دوافع أكبر في هذا التوقيت بالتحديد".

وفي تعليقه على المفاوضات السرّية بين إيران والميليشيات الكرديّة، قال باكير "هذا أمر مثيرٌ للاهتمام بالنظر الى جهود روسية علنية قبيل انطلاق عملية غصن الزيتون لإقناع الميليشيات الكرديّة بالانسحاب من عفرين".

وأضاف أنّ "لإيران أيضاً تاريخا حافلا في التوصّل الى تفاهمات مع الميليشيات الكرديّة، وفي استخدامها كأداة للضغط او الابتزاز ضد تركيا".

ولفت إلى أنّ "ذلك قد حصل بالفعل في بداية الثورة السورية، والجانب التركي حذر في هذا الخصوص سيما أنّ معظم الروايات التي تنشر عن التوصل لاتفاق بين الميليشيات الكردية ونظام الأسد يتم الترويج لها من خلال منصّات تابعة لإيران.

وشدّد باكير على أنّ "إيران متخوّفة من تعاظم النفوذ التركي المباشر في الشمال السوري، وهي تعتقد أنّ مثل هذا التواجد أكثر خطورة لناحية الديمومة كدولة مجاورة لسوريا من التواجد العسكري الأميركي الذي سيضطر عاجلاً أم آجلاً الى الخروج من البلاد".

وأضاف "صحيح أنّ لروسيا انتشارا عسكريا محدودا في محيط عفرين، لكنّ للإيرانيين انتشارا أكبر وأكثر تنوّعاً ورسوخاً في محيط المدينة، لا سيما في نبّل والزهراء اللتين أصبحتا بمنزلة قواعد إيرانية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!