ترك برس

يعملُ الباحثون في تركيا، من الأتراك وغير الأتراك، معًا لتنظيم مجتمعٍ علميٍّ نابضٍ بالحياة والحد من هجرة الأدمغة. وكحركةٍ ريادية في المجتمع العلمي التركي، تَشَكّل مُجتمع علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في تركيا.

تشكّل المجتمع رسميًّا سنة 2015، وترجع أصوله إلى سلسلةٍ سابقةٍ من الاجتماعات المحلية. يضمُّ المجتمعُ اليوم أكثر من 200 عضو، ويمكن لأي شخصٍ له علاقةٌ بالبحوث العلمية في مجالي البيئة والأحياء التطوري في تركيا سواءٌ أكان تركيَّ الجنسية أو لا، الانضمام إليه.

وفي لقاءٍ له مع الصحيفة العلمية إي لايف (Elife) يوضح رئيسُ المجتمع محمد سوميل، كيف يعملُ بهدف مكافحة هجرة الأدمغة ودعم مجتمع البحث العلمي في تركيا:

ما هو الدافعُ وراء تشكيل المجتمع؟

"كان دافعي الحقيقي عندما بدأنا هو معالجةُ النمط العالمي في عدم المساواة في العلم. حيث لا تنتج معظمَ المعارف العلمية سوى حفنةٌ من البلدان الغنية، ويرجع ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ لقدرتها على اجتذاب أفضل المواهب من البلدان الأكثر فقرًا. وفي الوقت نفسه، فإن المشاكل التي تتراوح بين نقص الموارد وعدم الاستقرار السياسي تثني الباحثين الشباب عن العمل في البلدان الأقل نموًّا. لكننا بحاجةٍ إلى علماء جيدين من جميع أنحاء العالم، وذلك من أجل زيادة الإنتاجية العالمية بالإضافة لمعالجة المشاكل المحلية.

بدا لي صحيحًا أن العلم يفتقرُ إلى الحدود، فإن عدد العاملين في بلدٍ ما يؤثر على التنمية الاجتماعية لهذا البلد. لذلك كنا نأملُ في خلق بيئةٍ تعاونيةٍ ومحفزةٍ في تركيا للباحثين الشباب، من شأنها أن تساعد على عكس اتجاه هجرة الأدمغة."

لماذا من المهم تنظيمُ لقاءاتٍ بين الباحثين من مختلف المجالات في تركيا؟

"العلمُ هو نشاطٌ جماعيٌّ للغاية، وكلما تفاعلنا ارتفعت إنتاجيتُنا. إن التفاعلات بين علماء الأحياء التطورية وعلماء البيئة جذابةٌ بشكلٍ خاص، كما أنهم ينظرون إلى المشاكل القديمة من زاويةٍ مختلفة.

يواجه طلاب الدراسات العليا، كما هو الحال في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض، صعوبةً في الحصول على أموال السفر. ومن خلال تنظيم الاجتماعات داخل تركيا، يمكننا مساعدتُهم على التعرف على بعض العلوم عالية الجودة والتعاون معهم. هذا ليس الحلُّ الأفضل ولكنه أفضلُ من لا شيء.

بالإضافة إلى ربط الناس من مختلف المجالات وتوطيد الاتصالات بينهم، نحن نحاولُ أيضًا الاتصال أكثر من المجتمع العلمي اليوناني، ونأمل أن ننجح في تنظيم المدارس الصيفية معًا ابتداءً من هذا العام."

ما هي التحديات الرئيسية التي يواجهها الباحثون في تركيا؟

"إن عدم الاستقرار المالي أو السياسي في تركيا، أعلى بشكلٍ عام منه في الدول الغنية. الأمر الذي يجعلُ البحث العلمي أكثر صعوبة، ومع ذلك لا توجد مشاكلُ سياسيةٌ ولا ماليةٌ خاصة بتركيا، على نطاق الدول الأقل ثراءً.

وأهم التحديات التي تواجه إجراء البحوث في تركيا، هو عدم وجود علماء ذوي خبرة ومتحمسين في الجوار المباشر. ليس لأننا لا نستطيع تدريب الباحثين الجيدين، ولكن لأننا نفقدهم باستمرار. وفي معظم الحالات، يغادرُ الأشخاص أو يبقون في الخارج بسبب التشاؤم أكثر من أن يكون بسبب ضغطٍ سياسيٍّ مباشرٍ أو وجود عقباتٍ أكاديمية. مما يخلق حلقةً مُفرغة: إذا غادر الباحثون الجيدون، فإن المناخ يزداد سوءًا مما يؤدي إلى مغادرة المزيد."

كيف تدعمُ الباحثين الشباب؟

"يتمثل أحد الأنشطة الرئيسية لدينا في تنظيم المدارس الصيفية والمدارس الشتوية. ويركز معظمها على تدريس الأدوات الحسابية للبحوث التطورية والبيئية. تُقام المدارسُ الصيفيةُ باللغة الإنجليزية وهي متاحةٌ للطلاب الأجانب، في حين أننا نفضل أن نفعّل المدارس الشتوية باللغة التركية للطلاب الذين هم أقل طلاقةً في الإنجليزية.

جميعُ الأنشطة التي نقوم بتنظيمها مجانيةً للأعضاء الطلاب، ورسومُ العضوية السنوية للطالب فقط 11 يورو. إننا نهدف إلى تغطية السكن والسفر كلما كان ذلك ممكنًا. وأودُّ أن أذكر أن الجمعية الأوروبية للأحياء التطورية قد موّلت مدرستنا الصيفية لعام 2016 بسخاء.

وقد بدأنا في الآونة الأخيرة برنامج الجوائز لأطروحات ومقالات الطلاب، ونحن نخطط لبدء برنامج الإرشاد داخل المجتمع لوصل طلاب الدراسات العليا مع الباحثين الخبراء."

ما هو أكبر إنجازٍ لك حتى الآن؟

"تناسقُ أنشطتنا. لقد نظمنا أربع ندواتٍ وسبع مدارس صيفية وشتوية لطلاب الدراسات العليا، وحلقة عمل واحدة للمعلمين."

كيف يمكن للباحثين في حياتهم المهنية دعم أهداف المجتمع؟

"أولًا، من خلال الانضمام إلى ندوة علم البيئة وعلم الأحياء التطوري التركية (إيبست EEBST) حيث تنظم اجتماعاتٌ كل صيف ويتم التفاعل مع الطلاب الخريجين هناك (سيكون الاجتماع القادم في مدينة إزمير في 18 - 20 تموز/ يوليو 2018، لمزيد من المعلومات //eebst.org). ويمكنهم أيضًا المساعدة في تنظيم المدارس الصيفية والشتوية والتطوع ليكونوا موجهين للطلاب المحليين والمساعدة في الكتابة الورقية والمنح. وأخيرًا يمكنهم إنشاء مجموعاتهم البحثية هنا في تركيا والمنطقة."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!