ترك برس

أشارت الكاتب والخبيرة الروسية، ليوبوف ستيبوشوفا، إلى أن تركيا عضو موثوق به في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، منذ ما يقرب من 70 عامًا، ولكن يبدو أن بقاءها في الحلف لم يعد منطقيا.

جاء ذلك في تحليل لها بعنوان "تركيا تخرج من الناتو إلى البحر الأحمر"، نشرته صحيفة "برافدا رو"، وفق وكالة "RT".

وقالت ستيبوشوفا، إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن - عضوي الناتو - احتدت "بعد أن شنت تركيا هجوما عسكريا على مدينة عفرين في شمال سوريا في محاولة لوقف محاولات الأكراد السوريين تعزيز مواقعهم في المنطقة".

وفي الـ 14 من فبراير/شباط الجاري، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بـ "صفعة عثمانية" إذا لم يقم الأكراد الخاضعين لسيطرتها بإخلاء مدينة منبج.. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بلهجة تصالحية إنه يتفهم "مخاوف تركيا".

تستدرك الكاتبة: لكن من غير الواضح كيفية القيام بذلك، حيث أن وحدات حماية الشعب (YPG) هي أساس قوات سوريا الديمقراطية. وليس من الواضح كيف تُخلى منبج، إذا كان هناك مستشارون أمريكيون: فسيكون ذلك تسليم مباشر لمواقعهم في سوريا.

وكيف سيكون الحال إذا لم يكن لدى واشنطن أي قوات برية سوى الكردية على الأراضي السورية؟ وبالتالي، فليس كل مطالب تركيا من الولايات المتحدة قابلة للتلبية.

لكن لدى الولايات المتحدة جوابا آخر، وهو العقوبات، طبعا. وفي الواقع، تم التلميح إلى ذلك، عندما أُدين في نيويورك مصرفي تركي مقرب من أردوغان، بتهمة مساعدة إيران في التحايل على القيود الأميركية.

وبالإضافة إلى ذلك، علقت الولايات المتحدة، العام الماضي، إصدار تأشيرات للأتراك غير المهاجرين، ما استدعى إجراءات جوابية.

وفي الوقت نفسه، يستعد أردوغان لتدابير مضادة. فبالإضافة إلى مركز النفوذ الجديد- المحور الروسي  التركي  الإيراني– يتم تشكيل محور آخر: تركيا- السودان– قطر.

وفي حين تتأنى موسكو في قبول الدعوة التي وجهها الرئيس السوداني عمر البشير لإنشاء قاعدة عسكرية هناك، فإن أردوغان سيحصل على منفذ إلى البحر الأحمر. على حد تعبير الكاتبة.

ووقعت تركيا اتفاقا حول تحويل جزيرة سواكن، وهى ميناء في شمال شرق السودان، الى "مركز ثقافي وسياحي للبلاد". وحصلت على السلطة الإدارية الكاملة على المدينة الجزيرة، حيث أتيحت لها الفرصة لتنظيم وجود عسكري هناك.

وسوف يضمن ذلك سيطرتها على البحر الأحمر والوصول إلى أحد أكثر طرق النقل العابر ازدحاما لنقل النفط في العالم (أكثر من 4.5 مليون برميل يوميا)، من الخليج إلى قناة السويس.

من جهته، يقول الكاتب كيفورك ميرزايان، في صحيفة "إكسبرت أونلاين"، إن  وزير الخارجية ريكس تيلرسون لم ينجح في تحقيق المصالحة بين أنقرة وواشنطن.

وأوضح الكاتب، في مقال، أن الاختلافات بين الطرفين عميقة جدا. وعميق كما لم يكن من قبل الصدع في حلف شمال الأطلسي.

وأضاف: "لا يعود الأمر إلى نقص مهارات التفاوض عند تيلرسون، ولا إلى أن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لتسليم الأكراد إلى الأتراك. إنما هي جاهزة وبدأت تسلمهم.

فقد رفضت واشنطن دعم الأكراد في عفرين، وهي مترددة في قضية منبج، وقد وجدت بالفعل شركاء آخرين في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد شرقي الفرات".

وتابع أن المسألة في أن التناقضات بين تركيا الأردوغانية وعولميي الولايات المتحدة، تكاد تكون وجودية.. فأنقرة تعد منطقة الشرق الأوسط منطقة نفوذ لها. وتقوم، انطلاقا من ذلك، بالتواصل مع النخب والشوارع العربية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!