ترك برس

خلفت الدولة العثمانية إرثًا هائلًا من القصور والمتاحف والمساجد والمعالم التاريخية، حيث تنوع اﻹرث العثماني خاصة في القصور بين ولايات ومدن تركيا.

من أبرز تلك القصور قصر إسحاق باشا، الذي يجذب قرابة 54 ألف سائح في أشهر الشتاء.

يلفت القصر أنظار السائحين المحليين واﻷجانب، إذ إنه مشيد من ناحية الشرق إلى الغرب،منسجما مع طبيعة اﻷرض التي بني عليها.

ومع تغطية الضباب للقصر التاريخي يتكون منظر جميل يجذب المشاهد عند رؤيته، ويزيد القصر هيبة وجمالا.

افتُتِحَ من قبل وزارة السياحة والثقافة التركية بعد أن ظل خرابا مدة طويلة وجددته في عامي 2008 و2009، وأصبح متحفا ومعلما سياحيا، ويستعد القائمون عليه ﻹدراجه على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

يقع القصر على تلة من سلسلة جبال الجودي في منطقة دوغو بايزيد في ولاية آغري شرق تركيا،وهو مشرف على القرية بشكل كامل.

توصف ولاية آغري بأنها ممر الحضارات، ويعد هذا القصر الثاني بعد قصر توب كابي في إسطنبول.

تتميز المدينة بمناخها الدافئ الجاف صيفا وتصل درجة الحرارة فيها إلى 30 درجة مئوية، أما في الشتاء فقد تنخفض ﻷقل من 40 درجة مئوية لذلك يقصدها السياح في فصل الشتاء.

تم بناؤه على مساحة تتجاوز 7 آلاف و600 متر مربع وقبالة قلعة آغري الشهيرة، التي يعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل الميلاد، ويمتد بشكل مستطيل.

بدأ إنشاؤه إبان حكم الوالي العثماني جولاق عبدي باشا في عام 1685. ومدّت طبيعة المنطقة الوعرة عمر إنشائه لنحو 100 عام تقريبا، ونقل الوالي اﻷمر إلى حفيده إسحاق باشا، والذي نسب إليه القصر.

يضم القصر 360 غرفة وممرات وقاعات، وتتكون بعض أجزائه من ثلاثة طوابق بما في ذلك الطابق ما تحت اﻷرض.

امتاز القصر بالنحت الحجري والزخارف على الجدران الخارجية والداخلية، والزخارف النباتية الشببهة بقصر الحمراء في الأندلس، حيث اعتبر القصر بمثابة متحف مفتوح يحمل روح الحضارة العثمانية والسلجوقية والتركمانية.

تختلف اﻷشكال والعبارات التي استخدمت في تزيين القصر وأبوابه فمنه من تزين بأشكال اﻷسود، وهذا أمر لم يكن معتادا في أيام الدولة العثمانية، وربما عزي ذلك لتأثر البنائين بالحضارات المجاورة.

وآيات من القرآن الكريم وأشعار باللغة العثمانية تنتشر في كل أرجاء القصر.

يعد واحدا من أكثر الآثار العثمانية التي أخذت وقتا طويلا في إنشائها، فقد استغرق بناؤه 99 سنة، وقد شهد القصر أول نظام تدفئة مركزية.

اتخذ القصر في أيام الحرب العالمية الثانية مركزا ﻹدارة عمليات قوات الحلفاء، لكنه هجر بعد إلغاء الدولة العثمانية، ونهبت محتوياته.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!