سليمان أوز اشق – موقع إنترنت خبر – ترجمة وتحرير ترك برس

أصبحنا في وضع يمكننا من إنهاء بعض الأزمات قبل أن تبدأ. محاولة نظام الأسد إدخال قواته إلى عفرين انتهت مع بدايتها.

ربما تابعتم المشاهد، بيد أنني سأصفها لمن لم يشاهدوها.

تتقدم قوات تابعة لنظام الأسد على ظهر عرباتها المسلحة نحو عفرين، وهي ترفع إشارة النصر.

في تلك الأثناء تحلق طائرة مسيرة فوق القوات، وتتابع تحركاتها لحظة بلحظة. ما أن بدأت القوات بالتوجه إلى عفرين حتى أرسلت الطائرة المسيرة الإحداثيات، لتنطلق  بعدها قذائف مدافع "العاصفة".

تسقط القذائف في أرض خالية على بعد أمتار من قوات الأسد. تابعوا المشاهد بدقة.

سترون أن القذائف ترسم شكل هلال في المكان الذي سقطت فيه. بعبارة أخرى ستشاهدون شكل فخ الذئاب، وهو تكتيك عسكري عثماني، منقوش بواسطة قذائف المدفعية.

مع تساقط القذائف تبدأ قوات الأسد، التي كانت قبل قليل ترفع إشارة النصر، بالتراجع وهي تجر أذيال الخيبة.

في تلك الأثناء، يروي مراسلو التلفزيون السوري ما يحدث بقلق وهلع. لا أدري ماذا كانوا يقولون، لكن لا شك أن لسان حالهم كان يقول: "لا حاجة للتعليق".

باختصار، هذا ما حدث في عفرين:

اختبرونا لمعرفة ما إذا كنا سننفذ تهديدنا بأننا سنقصف دون أي تردد من يقترب كائنًا من كان. أرادوا اختبار نيتنا وعزيمتنا. وفي الوقت نفسه، سعوا لمعرفة الإجابة عما إذا كنا نراقبهم. وتلقوا الإحابة عن كل هذه الأسئلة.

كما قلت، أصبحنا في وضع يمكننا من إحباط بعض المكائد قبل أن تُحاك.

قلنا إننا لن نعود عن هذا الطريق مهما فعلوا. أولًا عفرين، ثم منبج.

دمشق وواشنطن في حالة ذهول، كل الأفخاخ التي نصبتاها والألاعيب التي أعدتاها انقلبت عليهما.

أما نحن، فنواصل طريقنا من أجل اجتثاث الإرهاب من المنطقة، ونوجه رسالة تقول لمن يحاولون حماية الإرهابيين من حملاتنا: "لا تحولوا بين المفترس وفريسته".

كل شيء يسير كما نريد.

مدفعيتنا تقصف أوكار الأرهابيين فتحيلها إلى خراب، وطائراتنا المسيرة ترصد تحركات الإرهابيين، وتمطرهم بالقنابل ما أن يخرجوا من أوكارهم.

وكل ذلك يُنقل على الهواء مباشرة..

فطائراتنا المسيرة ترمي القنابل من جهة، وتنقل لحظة القصف بجودة عالية.

ما فعلناه مع قوات الأسد يسمى بالمصطلحات العسكرية "رشقة تحذيرية". وتعني: "نحن نراكم ونحذركم. إذا اقتربتم أكثر ستهوي القنابل في أحضانكم".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس