ترك برس

تتميز أسماء أحياء مدينة إسطنبول التركية، بأنها ذات صلة بالتاريخ وبالماضي، مما يجعل حفظها سهلاً سواء على المقيم فيها أو السائح والزائر. حيث تعود أسباب تسمية كل حي في المدينة بأسمائها الحالية إلى أسباب تاريخية، وأحداث وقصص فريدة شهدتها إسطنبول، خاصة المناطق القديمة فيها والتي تشكل المدينة ومحيطها.

وحول هذا نشرت وكالة الأناضول للأنباء، تقريراً عن أسباب تسمية بعض أحياء إسطنبول بأسمائها الحالية، إذ أن بعض الأحياء حملت أسماء شخصيات عاشوا بها، أو أقاموا فيها شيئا مميزا، وبعضها الآخر أصل تسميته عربي.

وبحسب التقرير فإن اسم منطقة "تقسيم" الشهيرة في إسطنبول، اكتسبت اسمها من كونها منطقة تقسيم المياه، أما حي "الفاتح" فقد جاءت تسميته نسبة للسلطان العثماني محمد الثاني، فاتح القسطنطينية أي إسطنبول، فيما منطقة "أقصراي" جاء اسمها نسبة إلى القادمين من ولاية أقصراي وسط تركيا.

أما شارع "بغداد" في الطرف الآسيوي من إسطنبول، طريق موجود منذ أيام البيزنطيين، بحسب المصادر التركية، وفي فترة الحكم العثماني، كانت القوافل تنطلق من منطقة "أوسكودار" إلى جهة دمشق وبغداد، وكذلك الجيوش العثمانية، مستخدمة الشارع، ومن هنا جاءت تسميته.

منطقة "طوب كابي" فكان اسم "الباب العالي" يطلق على الدوائر الحكومية، إذ أن كل مكتب حكومي بإسطنبول كان يطلق عليه هذا الاسم المأخوذ من اللغة العربية، وفي الجانب الأوروبي لمضيق البوسفور، تقع منطقة "بيبك" وتعني الرضيع، وهناك روايتين حول تسميتها، الأولى تتعلق بتعيين موظف من قبل السلطان "محمد الفاتح" يحمل اسم "بيبك جلبي"، أو "بيبك جاويش"، والثانية تعود إلى أن أحد السلاطين شاهد ابنه خائفا من أفعى في حديقة بالمنطقة، فقال له: "بيبك".

"غابة بلغراد" والتي تعد غابة بحد ذاتها ضمن إسطنبول، استقت اسمها من "قرية بلغراد الجديدة" التي بناها السلطان سليمان القانوني، ووضع فيها ألفا و521 أسيرا صربيا بعد فتح البلاد، في حين أن حي "بشيكطاش" أحد أشهر أحياء إسطنبول وأرقاها، جاءت تسميته من اسمها القديم "Kone Petro"، وتعني سرير الرضيع الحجري.

ولاسم هذا الحي حكاية، حيث جلب الراهب "ياكشا" مهد السيد المسيح عيسى الحجري من القدس، الذي غسل فيه، ووضعه داخل كنيسة أنشئت في المنطقة، وبعد وفاة الراهب وضع في "آيا صوفيا"، لكن لا دليل على ذلك.

وإلى قلب إسطنبول، حيث تقع منطقة "جراح باشا" التي سميت باسم جامع في المنطقة يعود تاريخه إلى القرن الـ 16، وأمر ببنائه الصدر الأعظم جراح محمد باشا، فيما منطقة "جيهانغير" الشهيرة وسط المدينة، تستمد اسمها من الجامع الذي أمر السلطان سليمان القانوني ببنائه، تخليدا لابنه جيهانغير، على ارتفاع 300 قدم.

وخارج أسوار إسطنبول من جهة الغرب، تقع منطقة "باقر كوي " (Bakırköy)، التي كانت مصيفا في عصر البيزنطيين، وبزمن "كونسطانطينوس" الأكبر، بنيت فيها القصور والكنائس. وكان اسم هذه المنطقة قبل الفتح العثماني "ماكرو هوري" (Makrohori) ثم حملت اسم "ماكروكوي" (Makriköy) في فترة العثمانيين؛ حيث تم تتريك كلمة "هوري"، التي تعني قرية باليونانية إلى الترجمة التركية لها وهي "كوي". وبعد إعلان الجمهورية (1923)، تم تتريك الاسم بالكامل ليصبح "باقر كوي"، ويعني قرية النحاس. ويقول باحثون إن اختيار اسم "Bakır "ربما فقط لتشابه النطق مع "Makr".

وفيما يتعلق بـ"دولما باهتشه" فكانت مصيفا خلال العصر البيزنطي، وفي فترة الحكم العثماني أمر السلطان "أحمد الأول" بردم هذا الخليج الصغير، واستكمل في فترة السلطان "عثمان الثاني"، قبل أن تتحول عام 1614 إلى حديقة باسمه، ومع مرور الوقت أصبحت تحمل اسم حديقة "دولما باهتشه."

وفي الجانب الآسيوي يقع الحي الشهير "قاضي كوي" وتعني قرية القاضي، وهو حي قديم كان مهملا، إلى أن أقام فيه السلطان "خضر بي" قاضي إسطنبول، بعد الفتح العثماني، فجاء الاسم من هنا، أما منطقة "سوتلوجة" فلها قصة تسمية غريبة، فهمي قرية بيزنطية قديمة، تضم تمثالا برونزيا لامرأة تسيل المياه من أثدائها، وكانت القناعة آنذاك بأن السيدة المرضع إذا شربت منه يزيد إدرارها من الحليب وتعني بالتركية "سوت."

منطقة "أون كاباني" (unkapanı) وهي كلمة تركية مركبة تعني بالعربية ميزان الدقيق. إذ كانت تلك المنطقة في فترة الحكم العثماني سوقا للبيع والشراء، وبعد فتح إسطنبول كانت تأتي البضائع إليها عبر السفن المحملة بطحين القمح، والتي كانت توزن بالقبان، وهي كلمة عربية، ومن هنا جاءت التسمية.

وتمتد غرابة الأسماء إلى منطقة "شيشلي" التي كانت تقيم بها عائلة اشتهرت بصنع الأسياخ (شيش تعني سيخ).

وأخيراً منطقة "امينونو" فسميت نظراً لتواجد مسؤولين مكلفين بمراقبة التجار، كان يطلق عليهم الأمناء (أمناء الجمارك)، وذلك خلال فترة الحكم العثماني.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!