محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

يمكننا تصنيف القوى الفاعلة على الساحة السورية في فئتين.

الأولى تلعب وأوراقها مكشوفة، فهي موجودة على الساحة بقواتها وأعلامها وشعاراتها، وتدعم مكافحة تنظيم داعش، وتكشف عن المجموعات التي تدعمها..

أما الفئة الثانية، فعلى الرغم من أن وجودها على الساحة السورية معروف، إلا أنه ليس من الواضح أين ومتى ومع من تتعاون، وهي تتحرك دون ترك بصماتها في الميدان مع أنها قوى فاعلة..

اللاعبون في الفئة الأولى معروفون:

تركيا بوجودها وهدفها الواضحين عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون..

الولايات المتحدة التي لا تستخدم قواتها وعوضًا عنها تتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب، المدعوم من حزب العمال الكردستاني..

روسيا الداعمة لنظام الأسد، والتي تخفي علاقاتها مع القوات شبه العسكرية في الميدان..

نظام الأسد، وإيران الموجودة على الساحة من خلال الميلشيات والقوات التي تضخها من العراق ولبنان..

وهناك أيضًا بلدان لا يرد ذكرها كثيرًا على الرغم من وجودها في سوريا، ويأتي في طليعتها قطر والسعودية..

الفئة الثانية تضم بشكل عام بلدان أوروبية لا تترك أثرًا ينم عنها رغم وجودها على الساحة السورية..

مع تطهير العراق من تنظيم داعش، وإلحاق الهزيمة به في سوريا، يبدو أن القوى الخفية بدأت تكشف عن نفسها رويدًا رويدًا.

وتأتي البلدان الأوروبية الفاعلة في تشكيل سياسات المنطقة في طليعة هذه الفئة. وما زيارات سفراء البلدان الأوروبية العاملين في بلدان أخرى إلى أنقرة إلا نتيجة لذلك.

ويتضح من أحاديث السفراء أن الأطراف الفاعلة على الساحة السورية تركز على الأوضاع في المستقبل.

ومحور الاهتمام ينصب على إيران..

تدرس الأطراف السلوك الجيو-استراتيجي الإيراني بخصوص اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

وتراقب سياسة الولايات المتحدة في المستقبل تجاه طهران. وتنظر فيما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيمدد الاتفاق النووي، وسيعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي حول كون الصواريخ المقذوفة من اليمن إلى السعودية إنتاج إيراني.

وتشير إلى فعالية إيران في مجال مكافحة تنظيم داعش، وتقيّم الدور الذي تلعبه طهران في المنطقة.

وتلفت إلى دعم إيران للنظام السوري نظير وقوفه إلى جانبها خلال حربها مع العراق، مؤكدة أن الأسد لن يبقى رهين "المعروف الإيراني" وسيتبع في المقابل سياسات خاصة به.

وتشير إلى علاقات إيران مع حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب، موضحة أن طهران لا تتعامل معه مثل تركيا.

وتعتبر أن اندماج الأكراد في المجتمع الإيراني أكبر من نظيره في تركيا.

وباختصار، الجميع على الساحة السورية، سواء الفاعلون الظاهرون أم الخفيون، بدأ بقراءة ما سيكون عليه المستقبل..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس