ترك برس

في ظل العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن، انتشرت أنباء حول اعتزام تركيا تعويض طائرات التدريب طراز "نورثروب تي-38" الأمريكية، بطائرات تركية الصنع من طراز "حر جيت".

وفي هذا الإطار تناول تقرير لدى "عربي 21" تقريرا نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية قالت فيه إن "من المتوقع أن تجري الطائرة الجديدة تركية الصنع رحلتها الأولى بحلول سنة 2022، لتكون بذلك طائرة التدريب الأولى من إنتاج تركي بحت". ولكن أكد "الخبراء أن تركيا تعاني حاليا من مشاكل تتعلق بصنع محرك الطائرة، لأن من غير الواضح إلى الآن من هي الجهة التي ستكلف بتصنيعه".

وبحسب الصحيفة الروسية فإن تركيا تحاول الاستغناء عن خدمات طائرة التدريب النفاثة "نورثروب تي-38" الأمريكية، والاعتماد على طائرة من صنعها الخاص. وفي هذا الصدد، تعمل تركيا على صناعة طائرة التدريب والقتال "حر جيت" التي ستصنع من قبل الشركة التركية لصناعات الفضاء.

وبحسب مسؤول لدى وزارة الدفاع التركية، فإن الطائرة التركية ستحل محل الطائرة الأمريكية القديمة، التي صنعت خلال الفترة الممتدة بين سنة 1961 و1972. وستكون "حر جيت" الطائرة التركية الأولى التي سيتم اعتمادها في التدريبات الأساسية. وحسب الممثل عن الشركة التركية لصناعات الفضاء، من المتوقع ألا يقتصر خط إنتاج طائرة "حر جيت" على 70 قطعة فقط، وإنما هناك آفاق تصديرية واعدة.

وأضافت الصحيفة الروسية أن الخطة العسكرية التركية تتمثل في استخدام "حر جيت" في العمليات التدريبية، فضلا عن بعثات حفظ السلام، إلى جانب مهامها مع المقاتلات الأخرى من طراز "إف-16". كما أشار ضابط من القوات الجوية التركية إلى أنه "سيكون لطائرة حر جيت دور استراتيجي في كفاحنا ضد الإرهاب".

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات التركية لم تفصح إلى الآن عن أي أرقام نهائية ودقيقة حول عدد القطع التي سيتم إنتاجها، أو تكلفة الإنتاج بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة التركية لصناعات الفضاء اتفقت مع السلطات التركية على تنفيذ مخطط إنتاج "حر جيت" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وذكرت الصحيفة أن الشركة التركية لصناعات الفضاء قدمت العديد من المقترحات فيما يتعلق بتطوير طائرة تدريب نفاثة تركية الصنع، طيلة سنوات. وفي آب/ أغسطس الماضي، وافق مجلس الإدارة على بدء تنفيذ برنامج لبناء الطائرة، بعد نيل موافقة الحكومة التركية.

وعلى إثر ذلك، انطلقت مرحلة التصميم الأولى، التي استغرقت ستة أشهر لتحديد شكل الطائرة الخارجي. وقد أكد ممثل عن الشركة التركية لصناعات الفضاء "نأمل أن تجري طائرة حر جيت أول رحلة لها بحلول سنة 2022".

ومن المتوقع أن يكون أقصى ارتفاع تحلق فيه الطائرة التركية الجديدة 45 ألف قدم، بحمولة قد تبلغ ثلاثة آلاف كيلوغرام بما في ذلك الذخائر والرادار وغيرها من المعدات العسكرية. ولكن، لم يتم بعد الإعلان عن عدد الطائرات التي سيتم إنتاجها. ووفقا لخبراء مركز الدراسات الاستراتيجية والتكنولوجية، فإن تصميم طائرة "حر جيت" شبيه جدا بطائرة التدريب التركية "الطائر الحر".

وأوضحت الصحيفة أن تركيا بدأت في استخدام طائرات "تي-38" انطلاقا من سنة 2012، ضمن مجموعة مكونة من 67 طائرة. ولكن، بحلول سنة 2020، ستنتقل تركيا لاستخدام طائرات تدريب الجيل الجديد. وإلى جانب تركيا، تستخدم البرتغال وألمانيا وكوريا الجنوبية وتايوان الطائرة الأمريكية "تي-38".

واختتمت الصحيفة الروسية خبرها بالإشارة إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد منذ وصوله إلى السلطة أنه يطمح لأن تصبح بلاده مستقلة في مجال صناعة الأسلحة. وفي هذا السياق، يرى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتكنولوجية، روسلان بوخوف أن صناعة الدفاع التركية أحرزت تقدما كبيرا على مدى العشرين سنة الماضية، كما نجحت في تصنيع الأسلحة البرية والبحرية. وفي مرحلة متقدمة، ستتمكن تركيا من صناعة الطائرات.

يُذكر أن الحكومة التركية تركز في السنوات الأخيرة على الصناعات الدفاعية المحلية، ومؤخراً أعلنت أنها لم تستخدم إلا الأسلحة المحلية خلال عملية غصن الزيتون الحالية في منطقة عفرين السورية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!