ترك برس

تناول تقرير نشره موقع "عربي 21" التقارب التركي مع ليبيا من خلال "حكومة الوفاق الوطني" هناك، وتأثيرات هذا التقارب على العلاقات مع مصر، وأورد آراء خبراء ومسؤولين في هذا الشأن.

وأشار الموقع في هذا السياق إلى لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين الماضي برئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، خلال زيارة قام بها الأخير إلى إسطنبول؛ لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، وتأكيد السراج خلال اللقاء على "أهمية عودة الشركات التركية للمساعدة في تنشيط الاقتصاد وإعادة الإعمار في ليبيا"، مشيرا إلى ضرورة تنمية العلاقات والتعاون مع تركيا وتطويرها.

وأضاف السراج من إسطنبول أن "الليبيين يتطلعون إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، عبر المصالحة الشاملة، والالتزام بالاستحقاق الدستوري، وإجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري"، وفق بيان للمكتب الإعلامي للسراج.

من جهته، جدد الرئيس التركي أردوغان دعم بلاده لحكومة الوفاق الليبية، وكذلك دعم المسار الديمقراطي في البلاد، مؤكدا "استعداد أنقرة للمساهمة في مجالات الاستثمار والتنمية في ليبيا، وتوفير ما يطلب منها في هذا الشأن"، حسب قوله.

وفي تصريحات سابقة، أكد أمر الله إيشلر مبعوث أردوغان إلى ليبيا، أن تركيا تدعم بقوة خارطة طريق المبعوث الأممي غسان سلامة، التي تشكل فرصة مهمة، وتفتح نافذة جديدة أمام الحل بليبيا، مشيراً إلى أن سياسة تركيا واضحة، وموقفها من الأزمة الليبية واضح، وهو يقوم على مبادئ عدة، أهمها أن تركيا على مسافة واحدة من الجميع، وفقاً لقوله.

وعقب لقاء أردوغان والسراج، طُرحت عدة أسئلة حول التقارب الملحوظ بين أنقرة وطرابلس، أبرزها: ماذا سيقدم أردوغان إلى الليبيين؟ وكيف سيؤثر هذا التقارب مع تركيا على علاقة "الوفاق الليبية" بدولة مصر؟

أكد المحلل السياسي الليبي، أحمد الروياتي، أن "الزيارة تراعي المصلحة الليبية الصرفة بعيدا عن التجاذبات أو الصراعات الإقليمية، فالترابط التركي الليبي أكبر من أن يهمش، حتى ولو كانت هناك بعض الإشكالات الفكرية أو السياسية مع النظام التركي الحالي"، موضحاً أن ما صرح به السراج هناك هو تأكيد لمساعيه التي أطلقها مند فترة حول حتمية الانتخابات كحل نهائي للانقسام الليبي، كما يؤكد أيضا أن السراج ومن معه لا يتشبثون بالبقاء في المشهد، لكن أيضا لن يتركوه للفراغ.

من جهته أشار أستاذ القانون بجامعة طرابلس الليبية، محمد بارة، إلى أنه "لا علاقة لمصر بهذا التقارب التركي الليبي، وعلاقة حكومة الوفاق الوطني بمصر قوية من الأساس، ولن تؤثر عليها هذه الزيارة"، مضيفاً "لكن الزيارة يمكنها التأكيد على العلاقة المتينة بين ليبيا وتركيا، وكذلك احترام تركيا لرغبة الشعب الليبي في الانتقال إلى مرحلة الدولة والمؤسسات"، وفقاً لكلامه.

أما الناشطة الليبية غالية بن ساسي، قالت إن "السراج يريد إجراء انتخابات، وهذا ما نسعى إليه جميعا، لكن من سيصدر قانون الانتخابات، نحن نريد انتخابات بعد الاستفتاء على الدستور".

وفيما يتعلق بالعلاقات التركية الليبية، قالت الناشطة الليبية إن "تركيا منذ عام 2011 وهي تعدّ الداعم الأول لليبيا، ولديها شركات كانت تعمل، وسترجع في حال استقرت البلاد".

إلا أن الباحث الليبي علي أبو زيد، رأى من جانبه أن " الزيارة تحمل في طياتها رسالة للنظام المصري الحالي بأنه ليس اللاعب الوحيد في الملف الليبي، وهذا سيجعل الجانب المصري يتعامل باتزان أكثر في الملف الليبي، خاصة في ملف توحيد المؤسسة العسكرية"، مبيناً أن زيارة السراج إلى تركيا تأتي أيضا كمحاولة للفت نظر المجتمع الدولي إلى الملف الليبي، الذي صار في آخر أولويات هذا المجتمع نتيجة التطورات المتلاحقة في المنطقة"، حسب تقديره.

واختتم تقرير "عربي 21" بذكر رأي الناشط السياسي الليبي، مختار كعبار، الذي قال بأن "التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات يحمل رسالة إلى "خليفة حفتر" الذي يعارض هذه الانتخابات، وربما أيضا محاولة لدفع التيار الإسلامي للمشاركة في هذه الانتخابات من خلال الحصول على دعم تركي"، متوقعاً أن "تتسبب الزيارة في ردود فعل غاضبة من قبل مصر، لكن يجب ألّا نغفل الجانب الاقتصادي من الأمر، كون الشركات التركية لديها مشروعات عدة في ليبيا".

تجدر الإشارة إلى أن تركيا دعمت ثورة الشعب الليبي ضد معمر القذافي، وعارضت في البداية تدخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليبيا، سعياً منها لتجنيب الشعب الليبي ما حدث في كل من العراق وأفغانستان اللتين دخلهما التحالف الدولي. وعقب الثورة الليبية الأخيرة، قدمت أنقرة العديد من المساعدات الإنسانية والتنموية إلى الشعب الليبي، وعيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مبعوثاً خاصاً ببلاده هناك، في خطوة تظهر مدى الاهتمام التركي بليبيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!