أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

العام الماضي جس الساسة البريطانيون نبض أنقرة بسؤالها إن كانت تميز ما بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، وجاءت الإجابة حاسمة: "لا".

كما هو معروف تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني تنظيمًا إرهابيًّا. في حين أن حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب يُعدان في نظر الغرب سلاحًا ضد داعش.

يسعى الغرب إلى إضفاء الشرعية على حزب الاتحاد الديمقراطي على الصعيد الدولي، وطرحه كخيار يُفرض على تركيا. بمعنى أن استشرافنا لما ستواجهه تركيا ووضعنا استراتيجيات مضادة أصبح ضرورة لا مفر منها اليوم بعد الوصول إلى مرحلة معينة في مكافحة الإرهاب في الخارج والداخل.

توقيف منسق العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في تشيكيا بطلب من تركيا وما جرى لاحقًا يعد بحد ذاته نموذجًا جيدًا.

ابتسامة صالح مسلم وهو يمثل أمام المحكمة مقيد اليدين، تدل على مدى ثقته بنفسه، أو على الأصح الحماية التي يدرك أنه يتمتع بها.

علينا ألا ننسى أن مسلم زار قبل فترة وجيزة بروكسل وستراسبورغ وبرلين. وكما فتح البرلمان الألماني أبوابه أمام مسلم، ليس من المفاجئ أن يتدخل ويضغط على تشيكيا لتخلي سبيل مسلم.

وهنا تبرز نقطتان هامتان:

1- لا يريد الاتحاد الأوروبي فقدان أداة مثل صالح مسلم، ويسعى إلى تقديمه كلاعب سياسي وضمه إلى طاولة المفاوضات مستقبلًا وبالتالي استخدامه مطية في تركيا والعراق وإيران.

2- لا تريد الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ولا حتى روسيا تسليم الكادر القيادي لحزبي العمال والاتحاد ولا أعضاء تنظيم غولن لتركيا، كي لا تقوى شوكة أنقرة.

في ظل كل هذه المعطيات، وبينما تتجه تركيا نحو انتخابات شديدة الأهمية، ينبغي عليها الحذر إزاء عدد من النواحي وهي:

أولًا، تعزيز السمة المحلية والوطنية في القوات المسلحة، والتوصل بأسرع ما يمكن إلى نتيجة في عفرين والتزام جانب الحذر حتى لا تضعف الأفخاخ في الميدان موقف قادة تركيا.

ثانيًا، نشر الوعي والتضامن والحس الاجتماعي على المديين المتوسط والطويل أصبح ضروريًّا أكثر من أي وقت مضى. إدامة اللحمة الوطنية حتى تطهير حدود تركيا الجنوبية من الإرهاب تتطلب دبلوماسية عامة منفصلة بحد ذاتها.

ثالثًا، تنشأ الحاجة إلى "فريق متابعة" خاص من أجل صد كل المحاولات والهجمات المعاكسة التي تستهدف اقتصاد تركيا.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس