ترك برس

رأى خبير تركي إن توطيد العلاقات التركية الأفريقية يزعج بعض القوى، لكن تركيا لا ندخل للمنافسة في القارة السمراء، ولم تعلن شيئا من هذا القبيل، وهي تبذل ما بوسعها لمساعدة أخوتها الأفارقة.

جاء ذلك خلال حديثه مع صحيفة عربي21، حول الجولة الأخيرة التي أجراها الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى كل من الجزائر وموريتانيا والسنغال ومالي، والتي جاءت بعد شهور قليلة من جولته إلى السودان وتشاد وتونس.

وقال الخبير التركي إسماعيل ياشا إن "هذه الزيارات هي امتداد لانفتاح أنقرة على أفريقيا، وهي سياسة مستمرة منذ بداية عهد حزب العدالة والتنمية".

واعتبر أن الجولة الأخيرة لأردوغان لعدد من الدول الأفريقية، وما سبقها نهاية العام الماضي لعدد آخر، تهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، بالإضافة إلى مكافحة تنظيم الكيان الموازي "جماعة فتح الله كولن".

وأضاف ياشا أن "أردوغان نبه الدول الأفريقية إلى خطر هذا التنظيم، في محاولة للحد من أنشطته الواضحة في الدول الأفريقية".

وعلى الصعيد السياسي، قال المحلل التركي إن "مثل هذه الزيارات تهدف إلى تقريب وجهات النظر السياسية، في ظل تباين بعض الملفات، بما فيها الملف السوري مع الجزائر مثلا"، مشددا على أنه لا يوجد اعتبارات معينة لاختيار دول أفريقية محددة للجولات التركية.

وأوضح ياشا أن الانفتاح التركي على أفريقيا يستهدف جميع الدول، وهو انفتاح شامل، وتعتمد الجولة على الترتيبات والبرامج والعلاقات الثنائية بين الدول.

وحول قدرة تركيا على توسيع نفوذها في أفريقيا على حساب القوى الغربية، رأى المحلل التركي ياشا أن "أنقرة لا تدخل أفريقيا كمنافس، وهو ما تطرق إليه أردوغان حينما قال إننا لا ننافس الصين بجهودها في الدول الأفريقية".

واستدرك ياشا قائلا: "لكن تركيا تبذل ما بوسعها لمساعدة الأخوة الأفارقة، ولتوثيق علاقاتها مع الدول الأفريقية"، منوها إلى أنه "بالتأكيد توطيد العلاقات التركية الأفريقية يزعج بعض القوى الأخرى، لكننا لا ندخل للمنافسة، ولم نعلن شيئا من هذا القبيل".

وختم قائلا: "هي خطوات متواضعة ومتتالية وثابتة، وتساعد في المساعي التركية الهادفة لحجز مكان لأنقرة بين دول العالم العظمى".

في سياق متصل، أشار تقرير في شبكة الجزيرة القطرية إلى أن النقطة الأهم في الزيارة الأخيرة لأردوغان ليس الأبعاد الخاصة المتعلقة بها بقدر ما يجب النظر إليها ضمن سياقاتها الأوسع والأشمل والمتعلقة بالوجود التركي في القارة الأفريقية ضمن سياسة الانفتاح وبسط الأشرعة السياسية والاقتصادية التي انتهجتها السلطات التركية خلال السنوات الماضية.

واعتبر التقرير أن تركيا تطرق أبواب القارة من البوابة الاقتصادية لا "السياسية"، وتسعى للتسلل إلى قلوب الأفارقة عبر الخدمات الإنسانية والتنموية، فهي تساهم في مهام قوات حفظ السلام بالقارة، وتقترب مساعداتها الإنسانية للقارة من نحو 2.5 مليار دولار.

وكالة أنباء الأناضول، قالت بدورها إن تركيا تهدف من الجولة الأفريقية الأخيرة إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول المذكورة، من خلال تحقيق نمو متزن وثابت على الصعيد التجاري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!