ترك برس

قال الأكاديمي والخبير الاقتصادي التركي كرم ألقين، إن تركيا تحظى بثقة كبيرة لدى البلدان الأفريقية، أكثر من باقي دول العالم، وذلك بسبب سياستها القائمة في القارة السمراء، على الربح المتبادل وتقديم الدعم التنموي والنهضوي والمصالح المشتركة مع البلدان التي تنشئ علاقات معها.

جاء ذلك في مقال للكاتب نشرته صحيفة "صباح" التركية، تناول فيه الجولة الأفريقية الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودلالاتها ونتائجها المستقبلية بالنسبة لتركيا والقارة الأفريقية.

وأضاف الكاتب أن تركيا تواصل بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، منذ عام 2004، تشكيل منصة تعاون استراتيجية مع الدول الأفريقية قائمة على الثقة والمصالح المتبادلة، وتساهم في نهضة ونمو الدول الأفريقية، التي تولي بدورها اهتماماً وأهمية كبيرتين لهذه الخطوة التركية.

ويرى "ألقين" أن الرئيس أردوغان ومن خلال إجرائه لأكثر من 40 زيارة لـ 26 دولة أفريقية والتي كانت مصر أولها، أظهر بأوضح شكل ممكن رغبة بلاده في السير مع البلدان الأفريقية، وذلك بالتزامن مع إعادة تشكّل النظامين الاقتصادي والسياسي العالميين.

وأوضح الاقتصادي التركي أن القارة الأفريقية التي لم يتجاوز معدل معيشتها الوسطي في التسعينيات، أكثر من 600 دولار بسبب العمليات "الاستعمارية" طويلة الأمد من قبل الدول الغربية، تسعى عبر مرورها ضمن مرحلة من الوحشية واللإنسانية، لتشكيل مستقبل جديد مع شركاء ذوي ثقة ويكونون مصدر إلهام لها، مبيناً أن تركيا وعلى عكس القناعة السلبية التي تسبب بها الدول الغربية ونسبياً الصين، ركزت على حملة من الاستثمار والتعاون الجديد مع بلدان القارة الأفريقية، وذلك استناداً إلى الشراكة المبنية على الثقة و"بركة الموارد" مع الشركاء والأصدقاء الأفارقة.

ويردف "ألقين" أن أفريقيا التي يبلغ فيها معدل النمو 5-7 في المئة، ومعدل الزيادة السكانية 4-5 في المئة، سيكون مستوى المعيشة فيها ألفي دولار بحلول 2030، و6 آلاف دولار في عام 2060، مبيناً أن ارتفاع مستوى المعيشة في أفريقيا، سيجلب معه الاهتمام بالبنية التحتية التي تشكل نقطة هامة بالنسبة لكامل أفريقيا، وفرصًا جديدةً في قطاع البناء، والحملات الصناعية الجديدة والمشاريع الجديدة من أجل تأمين احتياجات النظام العالمي من الطاقة والمعادن.

وتابع "ألقين" قائلاً: "لذا فإن مشاركة تركيا لتجاربها وخبراتها في مجالات الزراعة، والإنتاج، والدفاع، والصناعة، والقطاع المصرفي، والسياحة، والاتصالات، والمواصلات، والطاقة والمعادن مع الشركاء والأصدقاء الأفارقة، والقيام باستثمارات جديدة مشتركة بين تركيا والبلدان الأفريقية، يعني في الوقت ذاته الإسهام بـ500 مليار دولار في النمو الاقتصادي التركي الذي تستهدفه تركيا في 2023 والبالغ 3 ترليون دولار."

وبحسب الخبير التركي فإن تشكيل تركيا لتيارات جديدة فيما يخص الفرص التجارة والمالية، في الأسواق الأفريقية إلى جانب أسواقها التقليدية في أوروبا والشرق الأوسط، سيساهم في ترسيخ استراتيجية التعاون القائم على "الربح المتبادل" بين تركيا والبلدان الأفريقية.

ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه مع وجود مدارس وقف المعارف التركي في البلدان الأفريقية، فإن تخصيص تركيا مقاعد في جامعاتها للطلاب الأفارقة، وإسهامها في إثراء رأس المال البشري والموارد البشرية في أفريقيا، سيساهم بشكل كبير في رفع الاعتبار التركي لدى القارة السمراء، معتبراً أن الانفتاح "الإنساني" الذي تقوم به أنقرة من أجل مستقبل القارة الأفريقية التي سيصل عدد سكانها إلى 4.4 مليار نسمة في عام 2100، سيجعل منها مستقبلاً في القارة الأفريقية، دولة لا يمكن الاستغناء عنها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!