ترك برس

يصف أهل داليان Dalyan بلدتهم الصغيرة بـ"لؤلؤة العالم"، التي تقع في منطقة إيجه غربي تركيا، وتتبع لقضاء أورتاجا في ولاية موغلا Muğla.

تبعد داليان عن الطريق السريع اثني عشر كيلومترا، ويزيد عدد سكانها عن 5000 نسمة.

وتعد مركز جذب للسياح، فهي مزار سياحي على بحر إيجه، وساحلها هو موطن لتكاثر السلاحف البحرية "كريتا كريتا" المهددة بالانقراض.

تحد البلدة بحيرة ماء عذب وأخرى مالحة، تقع على دلتا نهر داليان الذي يمتد ويتشعب ﻷكثر من 20 كيلومتر، وظلّ شريان الحياة لمئات السنين وأهم مصدر رزق لأهل المنطقة بأسماكه الوفيرة والمتنوعة.

وفي حديث لقناة الجزيرة، يقول نادر شاهين المسؤول الإعلامي في بلدية داليان: "لم يتم تخريب هذا المكان، وحافظت فيه الطبيعة على نقائها عبر الزمن، ﻷن داليان بلدة صغيرة يصعب الوصول إليها. أما اﻵن فتحميها الدولة وقد زاد وعي الناس هنا."

هذه الواجهات الصخرية، التي تبدو كمداخل صخور معلقة مطلة على داليان، ما هي إلا مغارات حفرت يدويا لتكون قبورا لكبار رجال مملكة "كانوس"، التي يعود تاريخها إلى نحو 3000 عام. لتضيف هذه المدينة اﻷثرية عنصر جذب مختلف آخر إلى هذه البلدة الصغيرة.

شلول مانزيك، مسؤول مركز رعاية سلاحف كريتا كريتا، يقول: "يتسع هذا المسرح ﻷكثر من 5000 شخص، وهذا يعطيك فكرة عن حجم وأهمية هذه المدينة الموغلة في القدم، وتبقى قبور ملوكها التي حفرت بهذه الطريقة ﻹضفاء قداسة عليها هي اﻷغرب."

ومن أهم معالم داليان ساحل "إيزي توزو"، الذي اكتسب شهرة عالمية باعتباره أحد الأماكن النادرة في العالم التي ما زالت تصلح لاحتضان بيض سلاحف كريتا كريتا.

وعلى ساحل داليان، أنشئ مركز يحتوي على وحدات عناية مركزة تعنى بالسلاحف المصابة وتدرس أسباب اﻹصابة وسبل عدم تكرارها، إلى جانب قيام المركز بدور توعوي للزوار الذين يأتون لمشاهدة سلاحف كريتا كريتا، خصوصا في موسم تكاثرها في الربيع والصيف.

يقول أحد العاملين في المركز: "نحن نعمل مع السكان والصيادين والسياح وأجهزة الدولة، للحفاظ على هذا الساحل كمحمية طبيعية نظيفة."

في الماضي، جعل بُعد داليان عن الطرق الرئيسيه منها جنة طبيعية، اجتمع فيها سحر الطبيعة مع عبق التاريخ.

ويبدو أن تحولها اليوم إلى مركز جذب للسياح، قد حماها حتى اﻵن من أن تعبث بها يد اﻹنسان.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!