ترك برس

بعد تراجع دام أربع سنوات، عاد التبادل التجاري بين تركيا وإيران في عام 2017 إلى الارتفاع من جديد في خضم التقارب السياسي بين البلدين في سوريا وحول قضايا أخرى من بينها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واستقلال إقليم شمال العراق.

وبلغ حجم التجارة بين تركيا وإيران أعلى مستوياته في عام 2012، حيث بلغ 21.9 مليار دولار. وفي عام 2013، انخفض التبادل بشكل حاد ليصل إلى 14.5 مليار دولار، تحت تأثير العقوبات الأمريكية على إيران. واستمر الانخفاض في عام 2014، ليصل إلى 13.7 مليار دولار. وفي محاولة لدعم العلاقات التجارية، وقعت الدولتان اتفاقية تجارة تفضيلية فى بداية عام 2015 يهدف إلى الوصول إلى بحجم التجارة إلى 45 مليار دولار.

ويشير المحلل التركي، متين غورجان، إلى أن هناك عاملا مهما وراء التقارب التركي الإيراني ولا سيما على المستوى الاقتصادي وهو القلق المشترك لدى الجانبين من أن تكون البلدان هي التالية على خط الاضطرابات الإقليمية مع تعقد الأزمة الكردية.

ويوضح أن الأتراك يشعرون منذ زمن بعيد بالقلق من أن القوى الغربية تريد "تقسيم" بلادهم، وكان هذا عاملا رئيسيا في تشكيل السياسات المحلية والأجنبية على حد سواء. وفي هذا السياق، فإن الدافع الرئيسي وراء تحالفات تركيا الجديدة هو التحرك لتحييد أي مخاطر قد تؤدي إلى التقسيم. ومن ثم فإن فكرة تعزيز التحالفات الإقليمية تتمتع بدعم جماهيري قوي.

وفي خضم حملة تعزيز التحالفات الإقليمية، ازدادت الزيارات رفيعة المستوى بين تركيا وإيران فى العام الماضي. واتفق الجانبان على استخدام عملتهما الوطنية بدلا من الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية. ووقعت البنوك المركزية التركية والإيرانية في أكتوبر/ تشرين الأول اتفاقا بهذا الشأن.

وبالتوازي مع التقارب السياسي، ارتفع حجم التجارة لأول مرة منذ عام 2012، حيث بلغ 10.7 مليار دولار في نهاية عام 2017، وهو ما يمثل زيادة قدرها 1.1 مليار دولار عن عام 2016.

ويلفت غورجان إلى أن إيران استفادت أكثر من تركيا من انتعاش التبادل التجاري، حيث بلغت وارداتها من تركيا حوالي 3.2 مليار دولار، بانخفاض نحو 5 مليارات دولار عن عام 2016، في حين ارتفعت صادراتها إلى تركيا إلى أكثر من 7.5 مليار دولار، بزيادة 4.7 مليار دولارعن في العام السابق.

وكانت زيادة إمدادات النفط إلى تركيا هي العامل الرئيس في تحول الميزان التجاري لصالح إيران. ووفقا للبيانات التي ذكرتها وكالة الأناضول بلغت الواردات النفطية من إيران 7.4 مليون طن في الأشهر السبعة الأولى من عام 2017، بزيادة نسبتها 142٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما لوحظت زيادة في أكثر من 100٪ في الواردات التركية من الزنك غير المعالج والمعادن النتروجينية والأسمدة الكيماوية والألمنيوم غير المعالج والفواكه الطازجة والمجففة.

في المقابل يعزى تراجع الصادرات التركية إلى إيران أساسا إلى التراجع الحاد في صادرات الذهب التي كانت مزدهرة  بين البلدين، والتي بلغت 111 مليون دولار في العام الماضي، مقابل 1.3 مليار دولار في عام 2016.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!