محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

في تصريح أدلى به أمس الأول، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن بلاده منعت تحول عفرين إلى معقل جديد لحزب العمال الكردستاني، وإنها لن تسمح بحدوث ذلك مستقبلًا..

بينما كنا نتابع بلهفة أخبار عملية قواتنا المسلحة في عفرين غابت عنا بعض الشيء حقيقة أن معقل حزب العمال الكردستاني الرئيسي في جبال قنديل ما زال يشكل خطرًا أكبر على تركيا من عفرين. 

إبراهيم قالن أعاد هذه الحقيقة إلى أذهاننا، وتصريحه كان على النحو التالي: 

"منذ مدة تسعى وحدات حماية الشعب إلى تحويل عفرين إلى معقل جديد (لحزب العمال). تمت عرقلة هذه المساعي، ولن نسمح بحدوث ذلك في المستقبل أيضًا. لكن من الضروري أيضًا التأكيد على منع وحدات حماية الشعب المدنيين من مغادرة المدينة. ومن المعروف أن هذه جريمة حرب".

الدعم الأمريكي

معسكرات قنديل يزورها المنتسبون للإعلام العالمي وصحفيون من بلادنا لإجراء حوارات مع قادة حزب العمال الكردستاني، وتشير أنباء إلى أن قادة القوات الأمريكية في المنطقة أنشأوا ساحة لهبوط المروحيات من أجل عناصر الحزب.

النواحي المتشابهة ما بين عفرين وقنديل هو وقوف الولايات المتحدة وراء هاتين المنطقتين، اللتين يتمركز فيهما إرهابيون يشكلون تهديدًا على أمن تركيا.

قد يقول قائل إن استمرار وجود حزب العمال الكردستاني في قنديل حتى بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق ربما يكون عقابًا لتركيا على رفضها مذكرة الأول من مارس وعدم مشاركتها في احتلال العراق (رفض البرلمان مشروع قرار يسمح بنشر قوات أمريكية في تركيا وإرسال قوات تركية إلى العراق).

لكن ماذا يعني دعم الولايات المتحدة الإرهابيين الذين يتمركزون في عفرين ويهددون أمن تركيا، بعد مرور كل هذه السنين على رفض المذكرة؟

كما أن هذا التهديد كان موجودًا قبل مذكرة الأول من مارس، لأن تاريخ اتخاذ حزب العمال الكردستاني جبال قنديل معقلًا هو 1997.

أسئلة خطيرة

انطلاقًا من كل هذه المعطيات، يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي: لما تقف الولايات المتحدة على جميع الصعد تقريبًا في وجه تركيا شريكتها الاستراتيجية وحليفتها؟

وبينما يشكل وجود فتح الله غولن في حماية الولايات المتحدة سببًا للخلاف بين الطرفين، ما معنى تقديم الدعم للتنظمات الإرهابية التي تستهدف تركيا؟

فهل تشير هذه الحقائق إلى دنو أجل التحالف بين البلدين؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس