ترك برس

رصدت هيئة الإذاعة الوطنية العامة في أمريكا "NPR" الجهود التي بذلتها تركيا على مدار العقد الماضي لتعزيز مكانتها في القارة الأفريقية بما في ذلك أكثر الدول التي تتعرض لاضطرابات، مشيرة إلى أنه منذ تولي الرئيس أردوغان الحكم أصبحت تركيا لاعبا أساسيا في أفريقيا.

وعرضت الإذاعة في تقرير لمراسلها، بيتر كينيون، الدور الكبير الذي قامت به تركيا لإنقاذ الصومال المبتلاة بالمجاعة والحرب الأهلية والإرهاب، ونقلت عن عبدالقادر أحمد خير وزير الدولة الصومالي للشؤون الخارجية قوله إن تركيا في قلوب الصوماليين بسبب المساعدة التي قدمتها في وقت الحاجة.

وقال الوزير الصومالي: "عندما جاءت تركيا جاءت إلى الصومال أول مرة في عام 2011، لم يكن أحد يجرؤ على الذهاب إلى الصومال. كان هناك جفاف ومجاعة وكانت هناك عمليات إرهابية، وبقي الجميع بعيدا".

ويلفت التقرير إلى أن تركيا لديها مجموعة من الدوافع التي تتراوح بين الثقافية والاقتصادية وحتى الجيوسياسية لتعزيز مكانتها في القارة السمراء. ويوضح أنه خلال السنوات الـ15 الماضية، نمت تجارة تركيا مع الدول الأفريقية ستة أضعاف لتصل إلى 17.5 مليار دولار. ومعظم هذه التجارة مع دول شمال أفريقيا مثل مصر، ولكن تركيا أيضا توسع وجودها جنوب الصحراء الكبرى.

وأضاف أنه يوجد حاليا أكثر من 40 سفارة تركية في أفريقيا، وتسيّر الخطوط الجوية التركية رحلات إلى أكثر من 50 وجهة إفريقية. وفي الخريف الماضي، فتحت تركيا قاعدة عسكرية في الصومال، وهي الأولى في أفريقيا وأكبر قواعدها في الخارج.

ونقل التقرير عن سيدات أيبار، مدير مركز أبحاث إفريقيا في جامعة أيدين بإسطنبول، إن الحكومة مهتمة "بإعادة تنشيط الذاكرة التركية" حول وجود الأتراك في الأراضي الأفريقية التي كانت تسيطر عليها الإمبراطورية العثمانية حتى أواخر القرن التاسع عشر. وهذا هو ما دفع تركيا لترميم المواقع الإسلامية المدمرة في جزيرة سواكين.

ويلفت أيبار إلى إن الدافع الرئيسي لتوجه تركيا نحو أفريقيا اقتصادي، فلدى إفريقيا موارد طبيعية تحتاجها تركيا لقطاعاتها الصناعية، بما في ذلك النفط والغاز. وفي المقابل تحتاج أفريقيا إلى دخل وبنية تحتية وفرص عمل لشعبها.

ورأى أيبار أن الوجود العسكري التركي في الصومال هو بمثابة استثمار اقتصادي طويل الأجل أكثر من كونه استعراضا للقوة التركية. ومع وجود مناطق كبيرة من الصومال ما تزال تحت سيطرة جماعة الشباب، فإن وجود بيئة أمنية أفضل هو مفتاح تحسين اقتصاد البلاد.

وأضاف أن هذا "سيساعد تركيا أيضا، لأن الصومال المستقر والأكثر أمنا سيوفر لتركيا عوائد اقتصادية أكثر إيجابية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!