ترك برس

تحظى المسلسلات التركية بمتابعة واسعة في العديد من بلدان العالم، حيث تطل على شاشات 142 دولة، وبحجم تصدير وصل نحو 350 مليون دولار، محققة نجاحاً كبيراً في الأعوام الأخيرة، مما جعل الطلب يتزايد عليها، لتحتل بذلك المرتبة الثانية عالميا في تصدير المسلسلات بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وفق إحصائيات رسمية.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء، عن موقع "فاريتي" الأمريكي المتخصص بعالم التلفزيون والسينما، قوله إن قطاع الدراما التركية نما بشكل كبير في آخر 10 سنوات، مؤكداً أنه "يلاقي قبولا خارج تركيا"، وأن 4 مسلسلات تركية احتلت مكانا بين أفضل 15 برنامجا تلفزيونيا في أمريكا اللاتينية.

وذكر الموقع الأمريكي المتخصص في تقرير له مؤخرا، أن الدراما التركية بدأت تنمو منذ 2008، وكان حجم التصدير 10 ملايين دولار أمريكي، وبحلول عام 2016، وصل حجم التصدير إلى 350 مليون دولار، كما زاد الطلب على المسلسلات، بحسب الموقع، وبذلك تكون الأسعار قد تضاعفت في 5 سنوات 10 مرات، فيما تسعى الدراما التركية للوصول إلى حجم تصدير يبلغ 750 مليون دولار، بحلول 2023.

وبحسب تقرير الأناضول، فإن قطاع الدراما التركية، يستهدف الشرق الأوسط، ودول البلقان، وأوروبا الشرقية، وشمال أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، ووسط آسيا، حيث ارتفع عدد الدول المستوردة للمسلسلات خلال خمس سنوات، من 50 إلى 142، عبر مسلسلات عديدة متميزة، ليرتفع بذلك أيضاً سعر الحلقة الواحدة من 500 دولار أمريكي، إلى نحو 50 ألف دولار، في الفترة ذاتها.

في السياق ذاته قامت وزارة الاقتصاد التركية مؤخراً بوضع استراتيجية وخطة عمل، لتشجيع تصدير الخدمات الثقافية، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية، وتشمل هذه الخدمات التي تتضمنها الخطة: المسلسلات، والأفلام، والبرامج الوثائقية، والرسوم المتحركة.

وتعمل خطة عمل وزارة الاقتصاد التركية وفق تجارب دولية سابقة، وتهتم بإنتاج المضمون، وتحضير السيناريوهات، وعقد دورات سنوية، من أجل الأفكار الخلاقة، وتتناول المقومات التي تتمتع بها تركيا، من الطبيعة الجميلة، والثقافة الغنية، واللقطات المصورة من الحياة اليومية للمدن.

كما سيتم تسهيل عمليات الإنتاج في الأماكن التي تجذب المنتجين، وتطوير سيناريوهات تخاطب الأسواق العالمية، وذلك من أجل منح التصوير مزيد من الحرية، فضلاً عن تضمن الخطة وضع المضامين الجديدة العالمية في عين الاعتبار، والتركيز على الخصائص التي تجذب المنتجين.

وبحسب استراتيجية الوزارة، فإن المنتجين الأجانب الراغبين في التصوير والإنتاج في تركيا، سيتمتعون بميزات وتسهيلات جديدة على صعيد المعاملات الجمركية، وإصدار تصاريح التصوير.

وإلى جانب القنوات الفضائية، شكلت المواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي مجالاً جديداً لبث المسلسلات مترجمة، وبشكل متزامن مع بثها في تركيا، حيث كسرت مجموعة من المواقع الإلكترونية في العالم العربي، احتكار القنوات التلفزيونية للمسلسلات، وبات الفضاء الافتراضي منفذا جديدا للمشاهد العربي.

وفي ظل الانتشار الواسع للمسلسلات التركية، أعلنت مجموعة “MBC"، الاثنين الماضي، أن قنواتها أوقفت بث الدراما التركية، التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في أنحاء الشرق الأوسط، حيث قال الناطق باسم المجموعة، إنه تم اتخاذ قرار "وضعت بموجبه كافة الأعمال الدرامية التركية كليا خارج القنوات المنتمية إلى المجموعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك اعتبارا من مطلع مارس/ آذار الحالي، وحتى إشعارٍ آخر"، بحسب موقع "العربية نت".

ورفض الناطق الحديث عن صاحب قرار الإيقاف، في حين نقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن خبراء إن الخسائر المترتّبة على المجموعة السعودية تتجاوز 50 مليون دولار.

من جهته علق رئيس غرفة إسطنبول التجارية أوزتورك أوران، على قرار المجموعة السعودية، قائلاً "إذا كان موقفا ضد تركيا، فإننا كمستثمرين نراه يزيد عزيمتنا"، مؤكداً أن "التعاطف مع تركيا ومسلسلاتها في المنطقة العربية كبير، والانزعاج الرئيس ناجم عن ذلك."

وأضاف أوران أن "مُتخذ قرار الحظر سيخسر؛ لأن المسلسلات التركية تلعب دورًا مهما، وتربط الملايين في المنطقة العربية والعالم"، مشدداً على عدم وجود قوة كافية لمنع الإنتاج التركي، وأن حظر الدراما التركية يعني انخفاض عدد متابعي تلك القنوات.

بدوره، وفي مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، قلل بطل مسلسل "قيامة أرطغرل"، الفنان التركي "إنغين ألتان دوز ياطان"، من أهمية قرار مجموعة  "MBC"، مبيناً أن القرار "لن يؤثر على انتشار الأعمال التركية"، وأن وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات، ستلعب دوراً كبيراً في نقلها للعرب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!