ترك برس

زاد حجم التجارة بين تركيا وإفريقيا ستة أضعاف خلال 15 عاما ليصل الى 17.5 مليار دولار، واقتربت الاستثمارات التركية المباشرة في القارة السمراء من مستوى 6.5 مليار دولار عام 2017 بينما كانت 100 مليون دولار عام 2003.

تقرير موسّع أعدّه "جان أجون"، الخبير التركي في مركز الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (ستا)، يُشير إلى أن سياسة تركيا تجاه إفريقيا ترتكز على مفهوم "اربح-اربح" بعكس أوروبا التي ترتكز سياستها تجاه إفريقيا على الاستعمار.

ويقول أجون في تقريره إن دبلوماسية المساعدات الإنسانية، هي احدى أهم أسباب نجاح تركيا في سياستها تجاه إفريقيا، وإذا قارنا بين حجم المساعدات الإنسانية التي قامت بها تركيا وبين الدخل القومي لتركيا، لرأينا أن تركيا أكثر البلدان من حيث تقديم المساعدات الإنسانية بالنسبة لدخلها القومي.

ويشير هذا الى أن تركيا تولي أهمية كبيرة للسياسة الخارجية الإنسانية، وتلعب دورا فعالا في مكافحة المجاعة والجفاف والفقر، كما أنها تقدم المساعدات الى ضحايا الحروب والمرضى.

أمينة أردوغان، عقيلة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، أشارت بشكل موجز الى السياسة الإنسانية التي تتبعها تركيا من خلال العبارة التالية: "يمكن يكون الجفاف قدَرا لإفريقيا، ولكن الموت بسبب المجاعة ليس بقدر، وان الوفيات الجماعية ليست بقدر. يجب علينا السعي لكي تكتسب الشعوب الافريقية ثقة بالنفس، بقدر ما نسعى لكي تتحرك المؤسسات الدولية من أجل استقرار إفريقيا".

وإلى جانب المساعدات الإنسانية التي تقدمها تركيا إلى إفريقيا ضمن إطار سياستها تجاه إفريقيا، تلعب مؤسسات تركية أدوارا مهمة، ومن تلك المؤسسات رئاسة الأركان العامة، ووزارة الاقتصاد، ووزارة التنمية، ووكالة الخزانة، وإدارة المساكن الجماعية، وإدارة الطوارئ والكوارث، وإدارة التعليم العالي والمساكن الطلابية والمنح التعليمية، وجمعية الهلال الأحمر التركية، والاتحاد التركي للأتراك العائشين خارج تركيا، ووقف يونس أمره.

فضلا عن المؤسسات والجمعيات والهيئات الرسمية التركية التي وضعت بصماتها تحت العديد من إنجازات ناجحة في إفريقيا، هناك مؤسسات تابعة للمجتمع المدني التركي قامت بإنجازات هامة. وتتعزز العلاقات بين الشعوب الافريقية والشعب التركي يوما بعد يوم.

هذا وتتحول تركيا إلى لاعب هام في مجال الاقتصاد في إفريقيا ولا سيما في قطاع الإنشاءات، إذ تنجز الشركات التركية مشاريع هامة في هذا القطاع لدى العديد من الدول الافريقية.

لذا قام رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، بزيارة ورشات شركات الانشاء التركية أثناء جولته الافريقية الأخيرة.

المدارس والمؤسسات التابعة لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، تشكل مسألة مهمة في سياسة تركيا تجاه إفريقيا.

من خلال تعزيز العلاقات التركية الافريقية، تسعى تركيا لإغلاق المدارس التابعة للمنظمة، وبالتالي اخضاع تلك المدارس لإدارة وقف المعارف.

ويقوم وقف المعارف بأعمال التدريس في 88 مدرسة في وتُونس وتنزانيا والسودان والصومال وسيراليون وسان تومي وبرينسيبي والسنغال والنيجر وموريتانيا ومالي والكونغو وغينيا وغَامبيا وتشاد وجيبوتي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!