ترك برس

أشار كاتب ومحلل مصري إلى حصول تركيا على موافقة مبدئية لإقامة ثلاث قواعد عسكرية في ثلاث دول عربية ذات موقع استراتيجي مهم في شرق القارة الأفريقية.

جاء ذلك في تقرير للكاتب المصري "بدر شافعي"، حول الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بالقارة الأفريقية على الرغم من التباعد الجغرافي.

ويُشير التقرير الذي نشرته صحيفة العربي الجديد، إلى شمول زيارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للحِزام القاري الممتد من البحر الأحمر وباب المندب شرقا، مرورا بدول الساحل والصحراء، وسط القارة وغربها، وصولا إلى المحيط الأطلنطي، أقصى الغرب، وهي مناطق تتمتع بأهمية استراتيجية، لا سيما منطقة القرن الأفريقي.

واعتبر الكاتب المصري أن أنقرة ظفرت في القرن الإفريقي بأول قاعدة لها في أفريقيا في الصومال، ثم تردّد أنها بصدد الحصول على قاعدتين في جيبوتي والسودان.

كما يلاحظ أن هذه المنطقة غنية بالبترول الأفريقي الصاعد، مثل منطقة الساحل وخليج غينيا في الوسط، والذي تحتاج له أنقرة بشدة، ولا سيما أنها تبحث عن مصادر أخرى، بخلاف روسيا وإيران، ناهيك عن اليورانيوم في النيجر وغيرها، وإن كانت المنطقة تموج، في المقابل، بحركات مسلحة عديدة.

مد تركيا جسور العلاقات مع أفريقيا حقق لها، ولا يزال، مكاسب عدة، بعضها اقتصادي، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري ثلاثة أضعاف من 2004-2017 ليسجل 16.7 مليار دولار.

وهناك مكاسب سياسية وأمنية، كما حدث في تصويت كل دول القارة عام 2008، باستثناء اثنتين فقط لصالح حصول أنقرة على مقعد غير دائم في مجلس الأمن 2009-2010. وكذلك دعمها في قضية قبرص، والمساعدة في مواجهة القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن وغيرها.

وبعضها المكاسب مخابراتي، حيث كانت كينيا مسرح العملية الناجحة لاعتقال زعيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، عبدالله أوجلان، عام 1998، بحسب الكاتب المصري.

في سياق متصل، يُشير تقرير في شبكة الجزيرة القطرية إلى إمكانية قراءة رسائل وأهداف زيارات الرئيس أردوغان إلى البلدان الأفريقية في إطار خاص يشمل الدول المزورة، وآخر أشمل يتعلق بتعاطي تركيا عموما مع القارة الأفريقية ومساعيها الحثيثة لبناء شبكة تحالفات وعلاقات سياسية واقتصادية مع أهم أقطابها ومكوناتها.

وتطرق تركيا أبواب القارة من البوابة الاقتصادية لا "السياسية"، وتسعى للتسلل إلى قلوب الأفارقة عبر الخدمات الإنسانية والتنموية، فهي تساهم في مهام قوات حفظ السلام بالقارة، وتقترب مساعداتها الإنسانية للقارة من نحو 2.5 مليار دولار.

وتعزز باستمرار حضورها الدبلوماسي عبر أكثر من أربعين سفارة ونحو ثلاثين قنصلية تتوزع في أرجاء قارة هي الثانية مساحة بين قارات العالم.

كما لعبت الخطوط الجوية التركية التي تجوب سماء القارة دورا مهما في تعزيز أواصر الصلة بين تركيا ودول القارة السمراء من خلال زيادة عدد الرحلات المتجهة إلى المطارات الأفريقية، إذ يغطي الأسطول الجوي للخطوط الجوية التركية حاليا 51 نقطة في 32 دولة أفريقية.

ورغم أن تركيا تتكئ في سعيها لتقوية نفوذها في القارة على إرث تاريخي متجسد في العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي كانت قائمة بينها وبين بلدان عديدة من القارة الأفريقية خلال فترة الحكم العثماني لهذه البلدان، لكنها بالمقابل تدرك بوضوح أنها تسير فوق حقل ألغام، وأنها تلعب في حدائق خلفية لدول ذات حضور عالمي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!