ترك برس

ناقش برنامج على شاشة "التلفزيون العربي" أسباب صمت الدوائر الرسمية والدبلوماسية في أنقرة حيال انتقادات واتهامات وجّهها مسؤولون إماراتيون مؤخرًا ضد تركيا وعلاقاتها مع البلدان العربية.

وقبل أيام، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن العلاقات العربية التركية ليست في أحسن حالاتها، وأنه "لعودة التوازن على أنقرة أن تراعي السيادة العربية وأن تتعامل مع جوارها بحكمة وعقلانية".

واعتبر قرقاش، في تغريدة عبر "تويتر"، أن "التعرض للدول العربية الرئيسيّة ودعم حركات مؤدلجة تسعى لتغيير الأنظمة بالعنف لا يمثل توجها عقلانيا نحو الجوار، وأنقرة مطالبة بمراعاة سيادة الدول العربية و إحترامها".

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول سمير صالحة، قال إنه ضمن الملفات التركية الخليجية لا يوجد ردٌّ رسمي إلى حدّ الآن وأنقرة لم تدخل بعد في نقاش رسمي علني من هذا النوع.

وأرجع صالحة عدم وجود رد رسمي تركي إلى أن أنقرة تتبع استراتيجية دبلوماسية هادئة مع العديد من دول الخليج.

واعتبر صالحة أن أنقرة لا تريد التفريط بعلاقاتها مع بقية الدول العربية والخليجية بشقّيها التجاري والاستراتيجي رغم وقوفها العلني والواضح إلى جانب قطر في هذا الخصوص.

وعن سبب اتباع تركيا للدبلوماسية الهادئة خلال هذه الفترة، قال صالحة، إن ربط المواقف الأخيرة مع بيان وزراء الخارجية العرب يشير إلى وجود محاولة لتحويل الأزمة من أزمة خليجية تركية إلى أزمة عربية تركية، لذلك تريد أنقرة حاليا التحرك بشكل حذر أكثر دقّة.

وأشار صالحة إلى نقطة أخرى مهمة، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وتركيا نحو 12 مليار دولار، ومع المملكة العربية السعودية قرابة الـ 7 مليار دولار، منوها إلى أن هذه المسائل تأخذ بعين الاعتبار على الرغم من وجود علاقات متوترة.

وعن التقارب التركي الإيراني ودوره في استفزاز المحيط العربي، قال صالحة، إن هذا التقارب بين البلدين يعتبر جزءا أساسيا من الأزمة بين تركيا وبعض البلدان العربية.

وأضاف أن الأتراك دائما يركّزون على أن التوتر التركي مع بعض دول الخليج يخدم أطرافا ثالثة تريد أن تؤجج الصراع، منها إسرائيل ومصر وإيران طبعا في رأس هذه القائمة.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن تركيا تنتقد منذ فترة سياسة إيران في المنطقة، ووقفت إلى جانب الدول الخليجية وتحديدا الإمارات في قضية الجزر التي تحتلها طهران.

من جانبه تحدّث الكاتب الصحفي أنور القاسم، عن وجود حكمة في التعامل من قبل الدبلوماسية الخارجية التركية مع الدول العربية، حيث تعتبر أنقرة البلدان العربية شقيقة وأن ازدهار المنطقة يعتمد على التعاون معها.

ولفت القاسم، إلى أن تركيا تسعى دائما إلى إبعاد المسألة التجارية عن المسائل السياسية، مشيرًا إلى "وجود صراع نفوذ واضح تماما في المنطقة يتعلّق بالزعامة وقيادة العالم السنّي بالتحديد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!