روفيز حافظ أوغلو - ترند نيوز الآذرية - ترجمة وتحرير ترك برس

ليس سرا أنه خلال العامين الماضيين أخذت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة منحى سلبيا. وكان أحد الأسباب الرئيسة لتراجع العلاقات مرتبطا بسياسة الولايات المتحدة في سوريا، حيث تطالب تركيا الإدراة الأمريكية بإنهاء دعمها للجماعات الإرهابية الكردية في سوريا، حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب.

تعتبر أنقرة دعم الولايات المتحدة لـهاتين الجماعتين تهديدًا ليس فقط لأمنها القومي، ولكن أيضًا لأمن المنطقة بأكملها، حيث إن هذه الجماعات لا تخفي نيتها إنشاء "دولة كردية" جديدة في شمال سوريا.

في السابق، ذكرت تقارير أنه خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، إلى تركيا، اتفق الطرفان على التعاون المشترك في الحرب على الإرهاب في سوريا.

وخلال زيارة تيلرسون إلى أنقرة في شباط/ فبراير الماضي، طرح الجانب التركي على واشنطن عددًا من المطالب، جاء في مقدمتها الوقف الفوري لدعم إرهابيي وحدات حماية الشعب. كما شددت أنقرة على ضرورة أن تعتبر واشنطن تركيا حليفا رئيسيا لها في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة، وأن تساعد أيضا في الحرب ضد تنظيم بي كي كي الإرهابي. وبعد الاجتماع، توصلت الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق حول قتال بي كي كي.

وعلاوة على ذلك، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في التاسع من الشهر الحالي بأن تركيا والولايات المتحدة سوف تناقشان قضية وجود الميليشيات الكردية في مدينة منبج السورية. وقال إذا غادر إرهابيو حزب الاتحاد الديمقراطي المدينة، فإن الجيشين التركي والأمريكي سوف يضمنان الاستقرار في هذه المنطقة.

جرت جميع المفاوضات تقريباً مع الجانب التركي من خلال مكتب تيلرسون. وبالأمس أقال الرئيس الأمريكي وزير الخارجية وعين مدير وكالة المخابرات المركزية، مايك بومبيو، خلفا له.

قام بومبيو بأول زيارة له كرئيس لوكالة المخابرات المركزية إلى تركيا، لكن هذا لا يشير على الإطلاق إلى تعاطفه مع الحكومة التركية.

وبعد محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تموز/ يوليو 2016 في تركيا، اتهم بومبيو السلطات في البلاد بالسعي إلى إقامة "ديكتاتورية إسلامية استبدادية". ويعرف عن بومبيو أيضا معارضته القوية لروسيا وإيران، وإصداره تصريحات متشددة ضد موسكو وطهران.

لا شك أن التغييرات في هيكل السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستؤثر في الوضع في المنطقة، ولا سيما في سوريا. ومن المتوقع أن يناقش وزير الخارجية التركي خلال زيارته للولايات المتحدة في التاسع عشر من الشهر الحالي الوضع في سوريا، بما في ذلك مسألة انسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الإرهابيين من منبج.

لن يكون لتعيين بومبيو وزيرا للخارجية الأمريكية تأثير إيجابي في الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع العسكري في سوريا. ومن المرجح أن يترافق تعيينه مع بدء الولايات المتحدة في اتباع سياسة أكثر صرامة في المنطقة.

أما بالنسبة للعلاقات المستقبلية بين تركيا والولايات المتحدة، فمن المرجح أن تطغى عليها أزمات جديدة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس