محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

حرب اليمن وتداعياتها الداخلية والماسأة التي يعانيها الشعب اليمني والاصطفافات والانقسامات التي حصلت جراءها بين أفراد الشعب اليمني وتأثيرها المباشر على استقرار منطقة الخليج والشرق الاوسط هو الشغل الشاغل للمسؤولين في المنطقة.

فمنذ ما يقارب من ثلاثة أعوام بدأت المعارك بين أبناء الشعب اليمني وبين  الانقلابيين الحوثيين على الشرعية، ومما زاد من حدة تلك المعارك هي المساندة المباشرة من إيران لتلك الجماعات الانقلابية  بتزويدها وإمدادها بكل أشكال الدعم العسكري والمادي والسياسي، وما زالت الحرب قائمة رغم الاصطفاف حول دعم الشرعية من قبل قوات التحالف وما زالت كفة الميزان والانتصار العسكري متذبذبًا بين الحوثيين والقوات الشرعية بسبب الدعم اللامحدود الذي يصل إلى الانقلابين الحوثيين.

بهذا النفق المظلم أُدخِلَ الشعب اليمني عنوةً وبين الكر والفر، وبدت الآمال ضعيفة جدا بمشاهدة ضوء نهاية النفق بسبب تحول ذلك الصراع الداخلي إلى صراع إقليمي تتقاطع فيه الأهداف والمصالح وبدت المسالة كأنّها مسألة وجود لتلك القوى المتصارعة.

وبهذا تحولت الساحة اليمنية إلى ساحة صراع وأصبح الشعب اليمني ينتظر أن تكف الأطراف تدخلاتها وتحل صراعاتها خارج أرض اليمن لتضمد جراحها وتعيد بناء بلدها المدمر جراء المعارك الطاحنة، ومن هنا أتت المبادرات الإقليمية في حل تلك المعضلة ونوقشت تلك المسألة وأصدرت العديد من المعاهد المتخصصة توصياتها واستنتاجاتها حول تلك الأزمة.

ومن هذه الدراسات وحلقات النقاش ما قام به مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) يوم الخميس الخامس عشر من آذار  في العاصمة التركية أنقرة  حيث عقد حلقة نقاشية تحت عنوان "الأزمة في اليمن وأثرها على دول مجلس التعاون الخليجي وعلى العلاقات التركية الخليجية".

استضافت الجلسة كلًا من البروفيسور نجيب غانم عضو مجلس النواب اليمني الحالي ووزير الصحة اليمني السابق وكذلك البروفيسور أوزدان زينب أوقتاف الأستاذة في جامعة الحضارة في إسطنبول والدكتور محي الدين أتامان من جامعة أنقرة وكذلك الباحث الأكاديمي والمتخصص بالجماعات الدينية والشؤون الاستراتيجية للشرق الأوسط الأستاذ نبيل البكيري.

ابتدأت الحلقة بكلمة الدكتور أحمد أويصال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط (أورسام) ورئيس الجلسة النقاشية الذي وضّح إشكاليات المشكلة اليمنية وتأثيرها وتداعياتها الإقليمية وكذلك رؤيته في الأسباب والعوامل التي زادت من فترة الصراع الدائر في اليمن.

كان أول المتحدثين بعد الدكتور أويصال هو الدكتور نبيل البكيري الذي تناول الصراع التاريخي بين العرب والفرس حتى قبل البعثة النبوية وأن ذلك الصراع كان وما زال صراع أطماع وصراع توسع لجأ إليه الفرس من بدايته وبأدوات متغيرة وما المشكلة اليمنية إلا إحدى تلك الصراعات التوسعية.

كما تحدث البكيري عن معاناة أهل اليمن بسبب انعدام القدرة الشرائية للأهالي بسبب العطالة واستيلاء الحوثيين على موارد الدولة المالية والتصرف بها، وذكر أن مليوني موظف يعانون الآن بسبب عدم استلامهم رواتبهم ومخصصاتهم، وأكد عدم وجود حصار على الغذاء والدواء على اليمن كما يشاع وإنما هناك انعدام للقدرة الشرائية لدى اليمنيين.

وكذلك تحدث النائب ووزير الصحة السابق عن الصراع في اليمن والإسهامات التي سعت إليها دول التحالف في سبيل عودة الشرعية إلى اليمن والتخلص من الزمر الانقلابية الانفصالية.

وقد أكد الدكتور محي الدين أتامان على التأثير المباشر لحرب اليمن على الدول الإقليمية ومنها الدول الخليجية وتطرق بدوره إلى الشائعات التي تطلق من وسائل الإعلام حول العثمانية الجديدة و"التي يحلو للدول والإعلام المغرض ترديدها."

كما أشارت الدكتورة زينب إلى التدخلات الإيرانية السافرة في المنطقة من خلال الترويج للطائفية في كل من العراق واليمن ولبنان وسوريا.

وأجمع الحاضرون من المتحدثين على الدور التركي الصميمي المقبول في إطفاء وحل الكثير من الأزمات التي تقع في المنطقة، ويأتي الدور المخلص لتركيا بسبب عدم وجود أية أطماع تركية في الأراضي العربية وبهذا ينظر إلى مساعيها بأنها مساعي خيرية صميمية أخوية.

وفي إحدى المداخلات أكدت إحدى المتحدثات بأن العلاقات التركية السعودية هي علاقات ممتازة ومصيرية واستراتيجية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!