محمد تيزكان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

دخلت القوات الخاصة التركية مركز عفرين..

هذا نجاح كبير جدًّا..

أما دخولها دون قتال، ودون إطلاق النار، وإجبارها إرهابيي وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني على الفرار من عفرين، فهو نجاح باهر أكثر..

لم يحدث ما كنا نخشاه..

دخل الجيشان التركي والسوري الحر مركز عفرين دون مواجهة مقاومة.. من الواضح أن المجموعات الإرهابية التي سيطرت على المدنيين وعفرين، غادرت المدينة..

أين ذهبت؟

على الأغلب إلى شرق الفرات.. إلى منطقة سيطرة الولايات المتحدة..

إذا وفت واشنطن بوعدها (كل شيء ممكن بعد تغيير وزير خارجيتها) فسوف تخرج إرهابيي وحدات حماية الشعب من منبج..

لكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟

ما حدث في الباب سيحدث في كل من عفرين ومنبج..

سيعود السوريون الفارون إلى ديارهم.. سيوفر الجيشان التركي والسوري الحر الأمن، وستعود الحياة إلى طبيعتها بسرعة..

وهذا يعني أن كيانًا من ثلاثة أجزاء سوف يتشكل فعليًّا في سوريا..

- منطقة سيطرة النظام المدعوم من روسيا وإيران..

- منطقة حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب، بإشراف الولايات المتحدة..

- منطقة نفوذ الجيش الحر المدعوم تركيًّا..

هل سيكون هذا التقسيم إلى ما لا نهاية؟

لا..

لكن هذا الوضع الراهن لن يتغير على مدى فترة طويلة جدًّا..

حتى لو حدث اتفاق، وأجمع الأطراف على وحدة الأراضي السورية فإن هذا الوضع الراهن سيستمر مدة طويلة..

لأن كارثة كبيرة حلت بسوريا، وجروح الحرب لا تندمل بسهولة..

سويت المدن بالأرض، ودُمرت المنازل والمباني، لا بد من إعادة الإعمار حتى يعود الفارون إلى ديارهم..

هذا أمر لا يمكن تحقيقه فورًا..

الأهم من ذلك، لا بد للفارين من الشعور بالأمان حتى يعودوا.. لا مفر من أن يقدّم أحد ما ضمانات في هذا الخصوص..

اشتد ساعد أنقرة بعد تحرير عفرين، وأظهرت أنها لا تخضع للإملاءات..

لكن ماذا لو أن جنرالات تنظيم "غولن" كانوا على رأس عملهم؟؟

نفذ الجيش التركي عمليتين كبيرتين بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو..

الأولى درع الفرات، والثانية غصن الزيتون..

والسؤال هو التالي:

لو لم تحدث المحاولة الانقلابية.. ولو أن ضباط تنظيم "غولن" من جنرالات وعقداء ومقدمين استمروا على رأس عملهم..

ولو أن هؤلاء الجنرالات استمروا في تلقي التعليمات من أئمة التنظيم..

- هل كان بإمكان الجيش التركي تحقيق النجاح نفسه؟

- هل كانت الولايات المتحدة سترضخ لمطالب أنقرة؟

- هل كان جنرالات "غولن" سيرتكبون خيانة ضد بلدهم؟

- هل كان ضباط "غولن" سيدفعون بالجيش إلى مستنقع عسكري بهدف إضعاف الحكومة والإطاحة بها؟

نعم، لا شك في أنهم كانوا سيفعلون..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس