هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

الأسبوع الثاني من عملية غصن الزيتون في عفرين كان قد انتهى، والجيش التركي يعيش أيامًا عصيبة جراء الأحوال الجوية السيئة في تلك الفترة.

حينها، خرج كمال قلجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة،  وقال:

"ينبغي أن تتجه العملية إلى الحد القادر على ضمان أمن تركيا، لكني لا أرى من الصواب أبدًا دخول مركز عفرين. يجب ألا تستحوذ علينا فكرة السيطرة على المدينة. دخلنا عفرين حتى لا تتمركز المنظمة الإرهابية (حزب العمال) على حدود تركيا".

وأضاف: "على سبيل المثال، في الباب، خلال عملية درع الفرات توغلنا إلى حد معين، تمركزنا من أجل تحقيق أمننا، وتوقفنا هناك. لا داعي للتوغل أكثر. سيسقط المزيد من الشهداء".

ومضى قائلًا: "ينبغي الجلوس والتحدث. طهرنا المنطقة من الإرهاب وأصبحت آمنة. يمكن للسوريين أن يقيموا هنا. يمكن تقديم كافة أنواع المساعدات لهم. بإمكاننا بناء وحدات سكنية، لكن التوغل أكثر سيكون مشكلة خطيرة بالنسبة لتركيا..".

لكن من كان يقصد قلجدار أوغلو بقوله "ينبغي الجلوس والتحدث"؟ هل قصد إرهابيي وحدات حماية الشعب الموجودين في مركز عفرين، أم الولايات المتحدة التي قدمت للوحدات كافة أشكال الدعم؟

في الوقت ذاته، كانت أصوات مشابهة تتعالى من وحدات حماية الشعب والولايات المتحدة داعية تركيا إلى عدم دخول مركز عفرين، وتشكيل منطقة عازلة، وعدم تشكيل تهديد على وحدات الحماية في منبج.

ولحسن الطالع، لا الحكومة ولا الجيش حملا مقترح قلجدار أوغلو على محمل الجد، وبعد شهر من طرح المقترح تمكنت قوات غصن الزيتون من السيطرة على مركز عفرين.

فرت وحدات حماية الشعب على عجل تاركة وراءها الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إليها.

قبل يومين من السيطرة على عفرين، قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري أنغين أطلاي: "عفرين هي مصيدة فئران، فخ متفجر، مصيبة.. هذه المعلومات الواردة إلينا. سوف نوقع جيشنا في فخ. لماذا ندخل قواتنا في متاهة مزروعة كل أنحائها بالألغام؟".

بعد يومين على هذا التصريح، سيطر الجيشان التركي والسوري الحر على عفرين بالكامل. تم هدم تمثال كاوا الحداد، الذي كان حزب العمال الكردستاني يسعى لكي يصنع منه أسطورة، وإزالة صور أوجلان.

أما ما تبقى لحزب الشعب الجمهوري فهو دور البوق الدعائي المخول لوحدات حماية الشعب في تركيا. ويكفيه هذا العار..

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس